تضاربت الأنباء داخل جماعة الإخوان المسلمين حول موعد إجراء انتخابات مكتب الإرشاد. فقد أكدت مصادر بجماعة الإخوان المسلمين ل«الشروق» أن أعضاء مجلس شورى الجماعة بدأوا عملية انتخاب مكتب إرشاد جديد (رأس الهرم التنظيمى للجماعة) بالتمرير خلال الأيام القليلة الماضية، على أن يتم الانتهاء من عملية التصويت خلال الأسبوع المقبل، وتعقب ذلك عمليتا الفرز والطعون ثم إعلان النتائج. لكن مصادر أخرى نفت أن تكون الجماعة شرعت فى هذا الإجراء. مفسرة ذلك ب«حالة التوتر التى تمر بها الجماعة عقب أزمة تصعيد العريان الأخيرة، فضلا عن الضغوط الأمنية التى تتعرض لها الجماعة خلال الشهور الماضية». واتفق الطرفان على أن الانتخابات ستجرى على 11 مقعدا فقط من إجمالى 16، وسيحتفظ الخمسة أعضاء الجدد، الذين تم انتخابهم العام الماضى فى انتخابات تكميلية بعضويتهم، وهم المهندس سعد الحسينى والدكتور محمد سعد الكتاتنى والدكتور أسامة نصر والدكتور محمد عبدالرحمن ومحيى حامد، بحسب المصادر. ورجحت المصادر إعادة انتخاب كل من الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد والمهندس خيرت الشاطر النائب الثانى والدكتور محمود عزت أمين تنظيم الجماعة والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور محمد على بشر، وتصعيد الدكتور عصام العريان الذى جاء ترتيبه السادس فى آخر انتخابات للمكتب. وطالب بعض أعضاء المجلس بتفعيل المقترح الذى تقدم بها الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح فى مايو الماضى بعدم تجديد انتخاب من مر على عضويتهم فترتان فى المكتب 8 سنوات، «وهو ما يعنى استبعاد أبرز أعضاء المكتب الحالى وعلى رأسهم حبيب وأبوالفتوح والشاطر وعزت، والشيخ محمد عبدالله الخطيب، ود. محمد بديع، وجمعة أمين، ورشاد بيومى، ود.محمود غزلان، ولاشين أبو شنب»، بحسب المصادر. وأضافت المصادر أن «هذا التعديل من شأنه أن يحدث ثورة تنظيمية داخل الصف الإخوانى، نظرا لأن الأسماء المتوقع استبعادها تمثل أعمدة العمل التنظيمى، والسياسى، والتربوى، والدعوى داخل الجماعة». إلى هذا أكد الشيخ يوسف القرضاوى أنه أراد إحداث هزة فى الإخوان بتصريحاته، التى أدلى بها ل«الشروق» السبت قبل الماضى، تخرجهم من الركود وتجعلهم يفكرون فى حاضرهم، ويستشرفون مستقبلهم، ويوازنون بين اختياراتهم، ويمتحنون البدائل التى لديهم، وأنه لم يكن يسعى للإساءة إلى أحد أعضاء مكتب الإرشاد. وقال فى مقال خص به «الشروق»: «تزكيتى للأخ الكريم الدكتور عصام العريان لا تعنى تنقُّص غيره، وتخصيص إنسان بالمدح لمناسبة لا يقتضى ذمَّ الآخرين»، مشيرا إلى أن «اللوائح ليست أوثانا تعبد، وإنما هى آليات قابلة للتغيير والتعديل، بحسب التطبيق، عندما تظهر عيوب». وكانت تصريحات القرضاوى، التى اعتبر فيها إبعاد الإصلاحيين عن الجماعة خيانة للأمة والدعوة، قد أثارت جدلا كبيرا داخل صفوف الجماعة وحاول البعض التشكيك فى صدقها وادعى البعض أن «الشروق» حرفتها، وبعث كل من الدكتور محمود غزلان وأحمد عبدالعاطى برسائل ردوا فيها على القرضاوى.