«لماذا يؤلمنا نمو درس العقل؟.. لماذا نتزاوج طوال العام وليس فى مواسم مثل باقى الحيوانات؟.. لماذا جسم الرجل أكبر من جسم المرأة؟.. الإجابات ليست موجودة فى الكتاب المقدس، ومن المستحيل التوصل إليها دون فهم جيد لنظرية التطور». تدريس نظرية التطور على استحياء، وعدم الخوض فى تطور الإنسان، هو أحد الأسباب الرئيسية لتخلف دراسة علوم الأحياء فى مصر، طبقا للدكتور راندى جوجلر، أستاذ الأحياء فى جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسى بالولايات المتحدة. د. راندى كان قد قضى عاما فى مصر لتدريس جزء من برنامج هيئة فولبرايت للتبادل الثقافى. وقال فى محاضرة ألقاها قبل يومين فى مؤتمر احتفال الهيئة بعيد ميلادها الستين: إنه يشعر بالأسف على مستوى الكتابة العلمية فى مصر، رغم أن كثيرا من المصريين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، ويجرون أبحاثا علمية مهمة تخرج منها نتائج دقيقة، «إلا أن الكتابة العلمية تحتاج إلى كتابة دقيقة للغاية لا تتوافر فى كثير من الباحثين المصريين، مما يعيق نشر أبحاثهم فى الدوريات العلمية». وطالب د. راندى المصريين بالاقتداء بالصين فى تطبيق معايير صارمة على الباحثين العلميين، وتوفير الإمكانات البحثية الكبيرة للمتفوقين منهم، كما طالب أساتذة الطب والعلماء فى مصر أن يدعوا طلابهم لمشاركتهم أبحاثهم، «فى أمريكا، الأمر لا يتطلب سوى 6 قطع من البيتزا وبعض المياه الغازية لجذب الطلاب إلى معاملنا، وحثهم على التدرب على أساليب البحث العلمى منذ وقت مبكر». يذكر أن د. راندى حاز على عشرات الجوائز والتقديرات العلمية بسبب أبحاثه المهمة فى مجال الجينات والوراثة، وتم اختيار أحد أبحاثه ضمن قائمة «أهم 10 أبحاث فى مجال الهندسة الجينية منذ عام 1862 وحتى 2005» التى أصدرتها وحدة الدراسات الزراعية بولاية نيوجيرسى.