تعقد وزارتا الصحة والتربية والتعليم اجتماعا موسعا فى القريب العاجل لبحث ظاهرة تزايد عدد المصابين بالفيروس المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير، فى المدارس الخاصة بصورة تفوق المدارس الحكومية، وهو الأمر الذى لا يوجد تفسير علمى له حتى الآن. على حد قول د. عادل عبد الغفار المستشار الإعلامى لوزير التربية والتعليم. وأظهرت احصاءات وزارة الصحة ارتفاع وتيرة الإصابة بالفيروس فى المدارس الخاصة، التى سجلت حتى الآن 84 إصابة، مقابل 48 إصابة فقط فى المدارس الحكومية، كما تم إغلاق مدرسة خاصة مقابل مدرستين حكوميتين على مستوى الجمهورية. ومن جهته، أكد د. رضا أبو سريع، مساعد أول وزير التربية والتعليم: «إن تزايد حالات الاصابة فى المدارس الخاصة اكثر من المدارس الحكومية، لا يعطى مؤشرا على أن هناك إهمالا فى المدارس الحكومية عنها فى المدارس الخاصة واللغات، لأن وزارتى التعليم والصحة تهتمان بجميع المدارس بنفس الدرجة، لكن ربما يختلف الامر بالنسبة للتوعية من جانب أولياء الأمور، «وفى حالة مدارس اللغات أولياء الأمور على درجة كبيرة من الوعى ويتوجهون بأولادهم للمستشفيات عند اشتباههم فى إصابتهم بالمرض، عكس أولياء الأمور فى المدارس الحكومية». وهو نفس الكلام الذى قاله مصدر مسئول بوزارة الصحة عندما سألناه عن أسباب تزايد الحالات فى المدارس الخاصة، لكنه زاد على ذلك بأن «طلاب المدارس الخاصة يمكن أن يكون أفراد أسرهم أكثر سفرا إلى الخارج، أو أكثر احتكاكا بأناس قادمين من الخارج». لكن هذا كلام مردود عليه، فلو صح وجود مصابين بالمرض من أسر تلاميذ المدارس الخاصة كانت الوزارة ستعلن عن ذلك قبل إصابة الطلاب. وأشار الدكتور محمد حسن خليل رئيس لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة إلى ان التفسير الوحيد لهذه الظاهرة هو أن «الإشراف الطبى داخل المدارس الخاصة أفضل بكثير من المدارس الحكومية». وقال الدكتور محمد الطيب، عميد تربية طنطا سابقا وعضو المجالس القومية المتخصصة إن «تركز اصابات الطلاب فى المدارس الخاصة لا يعنى أن المرض اكثر انتشارا بها، ولكن يعنى أنها أكثر اهتماما بصحة طلابها من نظيرتها الحكومية، ولذلك تكتشف الحالات الموجودة بشكل أسرع، وفى المقابل نقول يوجد عدم اهتمام بصحة التلاميذ فى المدارس الحكومية، فلا يعقل أن المرض سيصيب الطلاب الذين يدرسون فى مدارس تهتم بالنظافة ويترك المدارس التى تحيطها القمامة من كل جانب، كما نرى فى الصحف».