القارئ سيتمنى بعد قراءة المذكرات وجود عقول أكثر إبداعا واستقلالية مثل نبيل فهمى ليس فى مصر بل فى العالم أجمع الكتاب ملىء بالتحليلات السياسية الجريئة والمعلومات والوثائق التى تُنشر لأول مرة حول عدة قضايا ساخنة نشرت مجلة «Foreign Affairs» الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الشهير بولاية «نيويورك»الأمريكية مراجعة نقدية يوم الأربعاء الماضى للمذكرات السياسية المُرتقبة لوزير خارجية مصر الأسبق، نبيل فهمى، كشفت فيها عن دوره غير المسبوق الذى لعبه فى السياسات العربية، كما نقلت أبرز تحليلاته السياسية التى سطرها بعين الخبير المطلع على أبرز الأحداث فى الشرق الأوسط على مدى الخمسين عام الماضية، لا سيما فيما يخص الدبلوماسية المصرية فى أوقات الحرب والسلام والفترات الانتقالية. وجاء فى نص المراجعة، أن «فهمى» «قدم للقُراء عبر صفحات مذكراته وجبة دسمة من التحليلات السياسية المُحنكة، وقدم طرحا قيما حول العديد من القضايا المحورية؛ مثل: الأوضاع المضطربة بين إسرائيل وجيرانها من الدول العربية، والدور الذى تلعبه أمريكا فى الشرق الأوسط، والتشابكات المُعقدة بين سياسات الدول العربية فيما بينها». ووصفت المراجعة «فهمى» ب «المصرى حتى النخاع»، و«الغيور على وطنيته» و«السياسى الجرىء الذى لا يتوانى عن عرض حقيقة المشهد السياسى، حتى وإن وصل الأمر لانتقاد نفسه فى بعض الأحيان»، مما يُعد أمرا غير مسبوق فى عالم السياسة بالنسبة لسياسى مُخضرم، واعتبرته فى جرأته خلفا لوالده إسماعيل فهمى، الذى استقال من منصبه كوزير خارجية مصر احتجاجا على زيارة الرئيس المصرى أنور السادات للقدس عام 1977. كما ورد فيها: «رغم أن القارئ قد لا يقتنع بكل التحليلات السياسية التى وردت فى الكتاب، إلا أنه لا يزال مليئا بالرؤى الكاشفة والداعية للتفكير حول الأحداث الراهنة أو التى لا تزال تشغل الرأى العام؛ على غرار السياسة الأمريكية «الكارثية» فى العراق بعد غزوها، والقادة الذين امتلئت جُعبتهم ب «الطموحات السياسية» ممن تعاقبوا على حكم مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، وفى النهاية أكدت المراجعة أن القارئ حين يفرغ من الكتاب سيتمنى وجود عقول أكثر إبداعا واستقلالية مثل «فهمى» فى السلك الدبلوماسى اليوم، ليس فى مصر فحسب بل فى العالم أجمع». يذكر أن الكتاب سيصدر قريبا عن دار الشروق باللغة العربية، تزامنا مع صدور نسخ باللغة الإنجليزية ولغات أخرى بالخارج، إلا أن النسخة العربية ستكون أشمل وأوسع لتعرضها بالتفصيل لأحداث كثيرة تخص القارئ المصرى والعربى بشكل خاص. ويتناول كتاب نبيل فهمى فترة تصل إلى نصف قرن، كان شاهدا أو طرفا فى كثير من أحداثه، وتبدأ من نكسة يونيو 1967، الحدث الذى أثر فى الشعب المصرى بأكمله وأحدث هزة كبيرة فى المجتمع حينذاك، وتمتد حتى عام 2017، مرورا بالعديد من القضايا والملفات الكبرى، منها عملية السلام فى الشرق الأوسط والعلاقات المصرية الأمريكية والعلاقات المصرية الروسية، وقضايا الأمن القومى الدولية والإقليمية، والأسس التى يجب أن تتبناها مصر فى السياسة الخارجية، والتشابك بين التطورات الداخلية والعلاقات الخارجية خلال تلك الفترة وغيرها من الموضوعات والقضايا المتعددة.