عاد ماركو أنطونيو دو ناسيمنتو إلى شاطئ كوباكابانا، ووقف هو ونجله ، لوكاس كروز، على الرمال ويحيطهما 100 صليب أسود. إنها تذكير كئيب بأولئك الذين دفنوا في مقبرة ريو دي جانيرو، التي دفن فيها العديد من ضحايا الجائحة. ومع صعود ألف بالون أحمر إلى السماء تكريما لأولئك الذين فقدوا أرواحهم، يلوح الرجلان بعلم برازيلي. وبعد مرور ساعتين، في ليل السبت، وصلت البرازيل رسميا إلى حاجز ال 100 ألف وفاة نتيجة الإصابة بالفيروس. ولم يكن هذا هو الحدث الأول الذي تنظمه منظمة "ريو دي باز" لإحياء ذكرى المتوفين والاحتجاج على تعامل الحكومة مع الأزمة. ومثلما حدث في مناسبة سابقة، قام أحد المارة بتعطيل المراسم ووصف حصيلة الوفيات بأنها أخبار كاذبة. ولم يستوعب ناسيمنتو ذلك. وقال للرجل، وهو أحد أنصار الرئيس اليميني جايير بولسونارو: "لا تقل إنها أخبار كاذبة". وأظهر ناسيمنتو صورة أمام الرجل لابنه "هوجو" الذي توفي عن عمر 25 عاما بعد إصابته بالفيروس. وبتسجيلها أكثر من ثلاثة ملايين إصابة وأكثر من 101 ألف وفاة حاليا، فإن البرازيل ثاني أكثر بلدان العالم تضررا بعد الوايات المتحدة. وكان بولسونارو قد وصف فيروس كورونا بأنه "أنفلونزا خفيفة" في آذار/مارس وأعرب بشكل مستمر عن شكوكه حول شدة الجائحة، رغم أنه أصيب بالفيروس. لكن حتى مع استمرار تفشي الفيروس، ارتفعت نسبة تأييد بولسونارو مؤخرا إلى 45%. وقال عالم السياسة الألماني البرازيلي، أوليفر شتوينكل، من معهد فونداساو جيتوليو فارجاس، في ساو باولو، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لم يؤد ارتفاع عدد الضحايا في البرازيل إلى كثير من الرفض، كما يتوقع المرء ذلك إذا نظر إلى الأمر من الخارج". ويعتقد أنه بالنسبة للعديد من المواطنين ، لم يتم الاكتراث بمدى سوء أداء البرازيل في الجائحة مقارنة بالدول الأخرى. علاوة على ذلك، فقد استطاع بولسونارو حتى الآن الفكاك من لوم الكثير من البرازيليين له فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية وإزالة غابات الأمازون وارتفاع عدد الوفيات نتيجة الإصابة بمرض كوفيد – 19. كما أن أولئك الذين يخرجون عادة إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم ضد إدارته فيلزمون منازلهم خوفا من الإصابة. ولا تزال بعض النقابات العمالية والحركات المجتمعية تحتج على بولسونارو. فقد تجمعوا يوم الجمعة الماضي أمام كاتدرائية ساو باولو ورفعوا لافتات مكتوب عليها "100 ألف وفاة .. ارحل يا بولسونارو"، و"100 ألف روح فُقدت". وبالنسبة لعالم السياسة، شتوينكل، فإن المشاركة المجتمعية الأكثر أهمية تقاس بعدد الأشخاص الذين يظهرون في الشوارع. لكنه لم يتخيل أن يكون الحاجز الكئيب المتمثل في 100 ألف وفاة، لحظة تعبئة جديدة. ولم يكن بولسونارو الوحيد في المنطقة الذي يقلل من خطورة الجائحة. فعلى الجانب الآخر من الطيف السياسي، يُدلي الرئيس المكسيكي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بتعليقات على نفس المنوال بشكل متكرر. وعلى غرار لوبيز أوبرادور، الذي لم يفرض إغلاقا، رفض بولسونارو إجراءات كبح الجائحة وتحدث بشكل مستمر عن أهمية الإبقاء على استمرار النشاط الاقتصادي. وقال شتوينكل: "يعلم بولسونارو أن الأزمة الاقتصادية ستكون شديدة خاصة في أمريكا اللاتينية ولن تصمد أمامها الكثير من الحكومات ... إنه بحاجة إلى شخص يلقي عليه الاتهام"، وقد وجد الرئيس ذلك في حكام الإقاليم الذين غالبا ما كانوا يوجهون دعوات صارمة لكبح الحياة العامة. وفي حين تم فرض العديد من القيود في العديد من الأماكن ، فقد تم بالفعل رفع عدد كبير منها. وفي ريو ، إذ تعج الشواطئ والحانات بالرواد في عطلات نهاية الأسبوع. وفي الوقت نفسه، استغل الرئيس إصابته بفيروس كورونا، بما في ذلك الأعراض الطفيفة التي ظهرت عليه وتعافيه السريع، ليدعم ادعاءاته بالتقليل من خطورة التهديد.