هل يميل الرجال حقا إلى الجسم المثالي الذي تعتقده النساء؟

على مدى عقود، انتقد الباحثون والنشطاء، صناعة الأزياء لترويجها لشكل جسد غير واقعي وغير صحي في كثير من الأحيان للنساء، وهو النموذج الذي اعتقد البعض أنه مثالي ويمكن أن يكون أكثر جاذبية للرجل.
ولكن في الثمانينيات من القرن الماضي، قام باحثان بتجربة زوج من الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية، أشارت نتائجهما إلى أن الرجال لا يريدون أن تكون المرأة نحيفة كما تعتقد النساء، وفسرت المقالات الصحفية الشعبية هذا الاكتشاف كدليل على أن الرجال لا يجدون عارضات الأزياء النحيفات جذابات، ويفضلن جسداً منحنيًا بدلاً من ذلك، وفق ما ذكره موقع "سيكولوجي توداي " المتخصص في الصحة النفسية.
وتقول رنيه إنجلن، أستاذ علم النفس في جامعة نورث ويسترن، أنه بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا، لا تزال وسائل الإعلام الشعبية تستشهد بهذه الدراسات، على سبيل المثال، مقال عام 2014 في مجلة "سالون"، نقلاً عن هذا البحث، تساءلت "لماذا لا تعرف النساء ما يجده الرجال جذابًا؟ وهل يفضل الرجال الجسد النحيف أم الممتليء!
ويقترح بحث جديد أن كلا من الرجال والنساء يرفضون المثل العليا غير الواقعية لجسد الأنثى.
ففي بحث منشور حديثًا بعنوان " الفروق بين الجنسين في تصورات أجساد عارضات الأزياء"، قام مختبر الجسم والوسائط، التابع لجامعة نورث وسترن، بتحديث طرق هاتين الدراستين لاختبار الإدعاء بأن النساء يجدن أجساد عارضات الأزياء النحيلات جذابة، لكن الرجال يجدونها نحيفة للغاية.
وبحثت الدراسة في تصورات الرجال والنساء عن أجسام عارضات الأزياء المعروضة في صور وسائل الإعلام، وكذلك كيف يعتقد كل جنس عن الآخر.
وأظهرت نتائج هذا البحث الجديد أن الرجال والنساء يبالغون في تقدير مدى جاذبية الجنس الآخر، وأن الأجساد المثالية لعارضات الأزياء ليست هي الأكثر رغبة لدى كليهما.
وصنف 548 طالبًا جامعيًا في الولايات المتحدة حجم الجسم وجاذبية 13 صورة لعارضات أزياء من مجلات الموضة النسائية حيث أشار المستجيبون أيضًا إلى كيفية اعتقادهم أن الجنس الآخر سيقيم النماذج على هذه الأبعاد.
وفي باقي الدراسة أكمل 707 رجال وامرأة نفس مهمة التصنيف، وتقدير كيف يمكن للجنس الآخر أن يجد أجسام العارضات من حيث النحافة والجاذبية.
كانت النتائج متسقة مع الدراسات السابقة التي تشير إلى أن الرجال لا يجدون أن الجسم النحيف للغاية مثالي للنساء وجذاب للرجال كما تعتقد النساء.
وكانت تصورات الرجال أن النساء يعتقدن أن عارضات الأزياء لديهن شكل الجسم المثالي، وافترضت النساء أن الرجال يفكرون بنفس الطريقة، ولكن في الواقع يميل كليهما إلى التعبير عن أن أجساد عارضات الأزياء نحيفة للغاية وغير جذابة.
أما الدراسات التي أجريت في الثمانينيات حول هذا الموضوع كانت قد لجأت إلى ما يسمى بمقياس تصنيف الشكل، وهي مجموعة من الرسومات الخطية البسيطة التي تعرض صورًا ظلية لنساء تتدرج من النحافة إلى السمنة.
ووجد الباحثون أن الرجال يميلون إلى تفضيل أجسام أكثر وزناً مما تعتقد النساء أن الرجال يفضلونه، وجسم أكثر وزناً من النساء يفضلونه لأنفسهم.
وقالت إنجلن إنه تم تفسير هذه النتائج في كثير من الأحيان على أنها تعني أن الرجال لا يحبون شكل الجسم النموذجي لعارضات الأزياء النسائية.
وعلقت إنجلن على الرغم من أن الأبحاث الجديدة أو القديمة تشير إلى أن الرجال يفضلون نوع الجسم الأنثوي الأسمن من المعتاد في مجلات الموضة، فمن المهم أن تتذكر أنه لا تهتم جميع النساء بنوع الجسم الذي يجده الرجال جذابًا.
وواصلت: لكن هذه النتائج هامة للنساء الأكثر عاطفية المهتمات بآراء الرجال، واللائي يسعين أحياناً كثيرة للوصول لجسد مثالي يقع في تصوراتهن لإرضاء الجنس الآخر، لأن في طريق سعهم هذا ربما يرتكبون أخطاء صحية بدافع الوصول لأجساد مثالية غير واقعية.