حث مندوب الصين الدائم لدى الأممالمتحدة "تشانغ جيون"، الولاياتالمتحدة على التوقف عما وصفه ب "تسييس" القضية الإنسانية السورية ورفع العقوبات الأحادية عن سوريا فورا. وقال جيون - في اجتماع افتراضي لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في سوريا نقلته وسائل إعلام صينية اليوم الخميس - "إن الصين تبنت دائما مقاربة بناءة ومسؤولة في التعامل مع قضية الآلية الإنسانية عبر الحدود للسوريين، وإن الولاياتالمتحدة هي التي يجب عليها أن تعيد النظر في أفعالها". وأضاف جيون أنه "في سياق معالجة القضية الإنسانية عبر الحدود، صوتت الولاياتالمتحدة ست مرات ضد مشاريع قرارات وتعديلات معقولة تهدف إلى تضييق الخلافات وإيجاد الحلول، وأنه إذا كانت الولاياتالمتحدة تهتم حقا بالوضع الإنساني في سوريا، فعليها التوقف عن تسييس القضية الإنسانية واستعراضاتها السياسية، ورفع العقوبات الأحادية عن الشعب السوري فورا، بدلا من تقديم مبررات لا أساس لها، والتوقف عن سياسة الهيمنة وتغيير الأنظمة وممارسات التنمر في الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم، ما أدى إلى فوضى وعدم استقرار لا نهاية لهما". وقال إن الصين تتابع عن كثب الوضع الإنساني والاقتصادي في سوريا، وتشعر بقلق بالغ إزاء مرور سوريا الآن بانهيار اقتصادي حاد، حيث إن تراجع قيمة العملة، وارتفاع نسبة البطالة، وزيادة انعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاية الإمدادات من الأدوية، كلها عوامل تزيد من معاناة الشعب السوري. وأشار جيون إلى أنه "لا يمكن إنكار حقيقة أن العقوبات الأحادية تؤثر بشكل خطير على الوضع الإنساني في سوريا، حيث أدى الحصار الاقتصادي والعقوبات غير القانونية المفروضان منذ سنوات إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في البلاد، وتقويض سبل عيش المدنيين الأبرياء، مع تقويض قدرة سوريا على الاستجابة بشكل فعال لجائحة كوفيد - 19". ودعا جيون المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوري، على أساس احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مؤكدا أن موقف الصين في هذا الصدد لم يتغير إزاء الآلية عبر الحدود، وأنه بالنظر إلى الوضع الحالي، فإنها لا تعترض على الاحتفاظ بالآلية في هذه المرحلة. وشدد جيون على ضرورة معالجة القضية السورية من خلال نهج شامل، مع مراعاة الجوانب السياسية والإنسانية ومكافحة الإرهاب والأمن وغيرها من الجوانب معا، داعيا الأطراف المعنية إلى الاستجابة لنداءات الأمين العام بوقف إطلاق النار، وتعزيز الحوار والتشاور، والعمل بنشاط على تعزيز عملية سياسية بقيادة وملكية سورية، متعهدا بأن الصين سوف تستمر في لعب دور مسؤول وبناء في جهود تحقيق تسوية سلمية وعادلة وسليمة للقضية السورية في وقت مبكر.