علق الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، بعدم السماح بترك أمن منطقة المتوسط في يد تركيا، قائلًا إنه أقوى موقف فرنسي أو أوروبي خلال الفترة الأخيرة تجاه الأزمة الليبية. وأضاف «حسين» في تصريحات لفضائية «سكاي نيوز عربية»، مساء الخميس، أن «ماكرون» تحدث بشكل أكبر عن تركيا، باعتبار أنها تهدد اليونان وشرق المتوسط وتفرض وجودها في ليبيا، معقبًا: «لا أعتقد أنه مجرد تصريح دبلوماسي أو بعث لرسالة عادية». ولفت إلى «وجود تصور فرنسي كامل للأزمة الليبية، خصوصًا بعد وصول رسالة لباريس أن بقية الدول الأوروبية وخاصة إيطاليا غير جادة في تنفيذ ما تم قوله قبل ذلك»، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي دعا لعقد قمة للدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط؛ لتظهر المواقف الحقيقية للدول المترددة، واتخاذ إجراءات تجاه التدخل التركي السافر في ليبيا وتهديده المستمر لقبرص واليونان. وذكر رئيس تحرير جريدة الشروق أن الانقسام الأوروبي كبير تجاه الأزمة الليبية، موضحًا أن إيطاليا تميل كثيرًا لتأييد حكومة الوفاق وفايز السراج؛ بسبب وجود الشركات الإيطالية في المناطق التي يسيطر عليها السراج ومليشياته. وأوضح أن «ألمانيا في مرات كثيرة تتبع الموقف الأمريكي ولا تغامر بتدخل عسكري أو سياسي واضح»، متابعًا أنها «طرحت وعقدت مؤتمر برلين لكنها لم تملك قوى لفرض التصورات على الأرض، فضلًا عن تحدثها طوال الوقت بكلمات دبلوماسية لا يُستشف منها لأي موقف تميل». ورجح «استمرار الموقف الأوروبي المنقسم، ما لم تحدث معجزة وتغير الخريطة على أرض الواقع والخريطة السياسية»، منوهًا أن الأمر سيؤدي إلى مواجهة بصورة أو أخرى بليبيا، إذا لم يحدث تدخل أوروبي أو أمريكي يفرض حلًا سياسيًا للأزمة. وقال الرئيس الفرنسي، اليوم الخميس، إن الاتحاد الأوروبي سيرتكب خطأ جسيمًا إذا لم يرد على الاستفزازات في شرق البحر المتوسط، مضيفًا أنه يريد فرض المزيد من العقوبات على منتهكي المجال البحري اليوناني والقبرصي وعلى المتدخلين في النزاع الليبي، في إشارة إلى التجاوزات التركية. وتابع: «سيكون من الخطأ الجسيم أن نترك أمننا في منطقة البحر المتوسط في يد أطراف أخرى، هذا ليس خيارًا لأوروبا وهذا شيء لن تدعه فرنسا يحدث».