مرة أخرى، عاد البوركيني أو ما يعرف بال"المايوه الشرعي" ليصبح محل حديث واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويتم تداول هذا المصطلح المرتبط بنوع من أنواع ملابس النساء المستخدمة للرفاهية والسباحة أثناء فترات الصيف أو التنزه على البحر، ولكن بشكل محتشم. وفي تعريف قاموس كامبريدج للمصطلح، ذُكر أن البوركيني هو عبارة عن ملابس مخصصة للسباحة وخاصة بالمرأة، ويتكون من قطعة أو أكثر ويغطي كامل الجسم ماعدا الوجه، اليدين، والقدمين، والمرادف لمعنى الكلمة هو ملابس سباحة أو ملابس رياضية. ولكن لهذا المصطلح تعريف آخر وضعته صاحبة "البوركيني" التي حددت هذا الاسم منذ تصميمها له عام 2004، أي أنه قد مر 16 عاما على ظهور هذا الزي المثير للجدل على الصعيد المحلي والعالمي. عاهدة الزناتي هي مصممة أزياء أسترالية من أصل لبناني ولدت في عام 1967 في مدينة طرابلس اللبنانية، وانتقلت مع أسرتها إلى أستراليا، وهي صاحبة تصميم زِي البوركيني. من أين جاءت الفكرة؟ كان هذا الزي في البداية مصمماً لكي يكون زياً رياضياً ولم تفكر صاحبته في أنه سوف يكون صاحب شهرة عالمية فيما بعد ضمن أزياء السباحة، وفق الرواية التي قصتها عاهدة في أكثر من لقاء صحفي منذ سنوات. قالت عاهدة في حوار لها منذ 3 سنوات لصحيفة الجارديان البريطانية: "جاءت فكرة هذا الرداء عام 2004، عندما كانت ابنة أختي تمارس إحدى الرياضات الشاطئية وكان بالنسبة لها عقبة كفتاة مسلمة، فارتدت زي السباحة وتحته وفوقه بعض الملابس لأنها كانت ترتدي الحجاب ولم ترد تغيير شكل ملبسها كي تكون في فريق رياضي، من هنا جاءت الفكرة وصممت البوركيني ذو القطعتين والمزود بغطاء للرأس أيضا كي يكون مناسبا لتغطية الجسد". وبدأت الفكرة في الانتشار والتفكير في تصميمه أيضاً للسباحة ورياضة ركوب الأمواج، ومن بعدها انتشر البوركيني وحظى بإقبال لأن كثيرات يرغبن في تغطية أجسادهم من الشمس في أستراليا وليس فقط لأسباب دينية، بل أسباب صحية، وفق لما ذكرته عاهدة. لماذا سمي بهذا الاسم؟ أما عن كلمة بوركيني فقد أوضحت عاهدة سبب التسمية وقالت: "حاولت تسويق البوركيني في البداية وقبل أن أعطيه اسما كنت أشرح للسيدات كيف هو قطعتين وكُن يعتقدن خطأً أنه بكيني، كنت أوضح أكثر أنه يغطي الجسد كله، وبالصدفة أثناء قراءتي لمقال كان يضم جملة (لقد نزلوا البحر بالبرقع) ولفتت انتباهي كلمة برقع فبحثت عنها في القاموس دون أن أكمل قراءة المقال، وفي ذلك الوقت كان تعريف الكلمة أن البرقع قطعة من القماش تغطي الجسد". وأكملت: "استخدمت الكلمة وقمت بدمجها مع كلمة بكيني فخرجت كلمة بوركيني، لقد قصدت أن أُدمج الثقافتين الشرقية والغربية في كلمة واحدة وشعار واحد". والبرقع هو قطعة قماش تغطي الجسم من الرأس إلى القدمين ولكن السيدات يدعن فتحة صغيرة على هيئة شبكة بجوار العينين، وفق ما جاء في كتاب "أثر فنون عصر النهضة على التصوير الإسلامي" للكاتبة رعد مطر مجيد. وذكر أيضاً أن "برقع" كلمة لا تشير إلى ستر الوجه فقط في بلاد ما وراء النهر، ولكنها تعني غطاء كبير أو رداء تلتف به المرأة التفافاً شاملاً.