توصف مؤسسة الزواج بأنها العمود الفقري للمجتمع فهي تحدد طريقة حياة الزوجين وطموحاتهما وتطلعاتهما، وبالتالي فإن الزواج وإنجاب الأطفال هما من أهم المهام لأي شاب أو امرأة، بالإضافة للحفاظ على هذه الحياة الأسرية وتحقيق نجاح خارج علاقتهما. ولكن ماذا يحدث عندما يفشل الزواج بسبب وجود علاقة سامة مؤذية بين الزوجين، ما هو الأفضل للأطفال العالقين في تلك الزيجات السامة؟ أن ينفصل والديهم أم يبقوا مقيدين في زواج عديم الحب من أجلهم فقط؟ هناك بعض الأسئلة التي يجب أن تفكر فيها قبل الإجابة على هذا السؤال المتعلق بتحديد مستقبل أسرة كاملة، وفقا لمجلة "شي ذا بيبول" الهندية المتخصصة بموضوعات المرأة: -يبقى كثير من الناس في زواج سام من أجل أطفالهم، ولكن هل هذا قرار حكيم؟ -ألن يؤدي البقاء في زواج مؤذي إلى جعل الأذى شيء طبيعي في علاقة الطفل؟ -لماذا يجب أن تتم ترجمة الأبوة والأمومة المشتركة على أنهما أبوان يقيمان تحت نفس السقف؟ -ألن يؤثر على الطفل عاطفيًا أن يرى والديه غير سعداء طوال الوقت؟ وبعد التفكير في هذه الأمور إليك الإجابة: ظاهريًا قد لا يبدو هذا سؤالًا صعبًا بالنسبة للكثيرين، خاصة في مجتمع تعطى فيه الأولوية لتربية الأطفال على كل شيء آخر، وحتى عندما يتعلق الأمر بالزواج، يكون الأطفال دائمًا أولوية على العلاقة، ما يعني أن الكثير من الرجال والنساء يبقون في زيجات سامة من أجل تربية أطفالهم بشكل صحيح. ومع ذلك قد لا يكون البقاء في زواج سام من أجل أطفالك فكرة جيدة دائمًا. طلاق الآباء تجربة مؤلمة للأطفال، وجد بحث عام 2019 أن القاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 في وقت انفصال آبائهم يظهرون ارتفاعًا في المشاكل العاطفية بنسبة 16%، ويطورون أعراض القلق والاكتئاب، ولكن هل البقاء عالقًا في زواج سيئ هو حل فعلي؟ عندما يقرر الزوجان الاستمرار في علاقة سيئة، فإنهما يضحيان في الواقع بالسعادة الشخصية لهما، والعداء الذي يشعرون به تجاه بعضهما البعض لا يزول، إلا إذا وافقا على اتخاذ تدابير مثل استشارة متخصص للتعامل، والتي قد تنجح أو لا تنجح. تخيل الآن طفلًا يشاهد اثنين من الأشخاص الذين يحبهم كثيرًا وهما غير راضين باستمرار ويتنازعون مع بعضهما، ما نوع الرسالة التي ينقلها هذا الطفل؟ في حين أن كل والد يريد أن يفعل ما هو أفضل لأطفاله، يجب أن يفهم أنه ليس من الخطأ بالنسبة لهم أن يفكروا فيما هو أفضل بالنسبة لهم كأفراد. في سنوات الطفل الأولى يطور فهما لعلاقات الكبار من خلال مراقبة آبائهم، وإذا كان الزواج السام هو ما يراه الطفل لأن هذا هو ما تعرض له، قد ينتهي به الأمر بافتراض أنه من الطبيعي أن يتشاجر الزوجان باستمرار، أو لا يتواصلان مع بعضهما البعض. من الناحية المثالية عندما يشعر شخصان أنه ليس لديهما سبب للبقاء مع بعضهما البعض إلا تربية الأطفال، يجب أن يدركوا أنه ربما حان الوقت للمضي قدمًا، وإذا كان الطلاق يجلب لك السلام العقلي والسعادة، ألن يجعلك هذا والدًا أفضل؟ هل يمكن أن تكون المرأة أو الرجل التعيس والدين صالحين وسعيدين؟ وأخيرا يدرك المرء أن الزيجات أكثر تعقيدًا بكثير وقد يختلف قرار كيفية التعامل مع واحد سيئ من علاقة إلى أخرى، ولكن بينما تفكر في أطفالك، يجب أن تفهم أنه لا حرج في التفكير في ما هو أفضل بالنسبة لك كفرد.