صرح صموئيل سوتر المتحدث باسم النائب العام لبريستول فى مدينة تونتون بولاية ماساتشوستس الأمريكية بأن المحكمة الجزئية هناك وجهت إلى الأمريكى ستيفن فوستر، 37 سنة، تهم قتل المواطن المصرى حجازى سعد، داخل مقر عمله بمحطة بنزين فى شارع نثروب بالمدينة، وحيازة سلاح مسروق عبارة عن بندقية عيار 22 واقتحام محطة بنزين ومحاولة السرقة بالإكراه. وأضاف سوتر فى تصريحات لصحيفة «بوسطن جلوب» الأمريكية نشرتها أمس أن المتهم خضع لتحقيقات مكثفة منذ إلقاء القبض عليه والثابت للسلطات أن الجريمة كانت بدافع السرقة، لكن الغريب هو أن المتهم لم يكن فى جيبه سوى 22 دولارا فقط كما أنه لم يثبت سرقة شىء من خزينة محطة البنزين. وأكد أن الشرطة ألقت القبض على فوستر بعد 10 دقائق فقط من وقوع الحادث، وضبط حافيا بدون حذاء حيث ترك حذاءه فى موقع الحادث، وأبلغ الشرطة عن تعرضه للاعتداء من قبل شخصين مسلحين ضرباه وسرقاه وأشعلا النيران فى شقته، لكن الشرطة كشفته من تسجيلات كاميرات المراقبة فى محطة البنزين ومن الحذاء الذى تركه فى مكان الحادث. فيما أخبر هشام سعد شقيق حجازى، ومقيم بأمريكا، السلطات أن يوم الأحد يوم الحادث هو يوم حصول شقيقه على راتبه الأسبوعى من محطة البنزين، ولابد أن هناك من يعرف جيدا هذا الموعد ليخطط للجريمة إذا كانت بغرض السرقة، ولن يعلم ذلك إلا شخص قريب جدا من شقيقه ويعيش معه فى المنزل، ولكن الغريب أن من ارتكب الحادث لم يثبت أنه سرق شيئا من حجازى أو من محطة البنزين حتى الآن. وبسؤال كريستين الزوجة الأمريكية لحجازى قالت إن زوجها كان بالفعل حصل على راتبه يوم الثلاثاء قبل الماضى وأعطاه لها وهو ما يتناقض مع تأكيد شقيق حجازى أنه يحصل على راتبه يوم الأحد. اللغز الذى تحاول السلطات الأمريكية فى مدينة تونتون كشفه حاليا هو قرب المسافة بين منزل القاتل فوستر وبين منزل كريستين الزوجة الأمريكية لحجازى والكنيسة التى تعمل بها. وتبين بالكشف عن سجل القاتل أنه سبق إدانته فى 3 جرائم عنف وسرقة بالإكراه وحيازة أسلحة وأنه يتم استئجاره لتنفيذ جرائم مقابل الحصول على المال. واهتمت الصحف الأمريكية وعلى رأسها «بوسطن جلوب» بقصة مقتل حجازى داخل محطة البنزين ونشرت تأكيدات عن السلطات أن القاتل لم يكتف بالرصاصة الأولى التى أطلقها على حجازى وأردته قتيلا، ولكنه دخل عليه فى محطة البنزين وأطلق على رأسه رصاصتين أخريين مما يوحى أن الهدف من وراء الحادث هو القتل وليس السرقة. ونقلت «بوسطن جلوب» عن أصدقاء حجازى ومعارفه فى أمريكا أنه كان مثالا للمسلم المعتدل والذى يرسم البسمة على شفاه الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وأكد أصدقاء حجازى أنه حصل على جائزة من إحدى الجمعيات الأهلية فى أمريكا كأحسن شخص فى مدينة تونتون يحسن معاملة كبار السن وخصوصا من السيدات ويقدم لهن ما يستطيع من خدمات ومساعدات. والتقت الصحيفة بكريستين زوجة حجازى وأخذت تبكى بشدة على وفاته وقالت إنها يوم الحادث كانت تنتظره فى المنزل بعد أن أعدت له وجبة العشاء ولما تأخر اتصلت على هاتفه ولم يرد حتى جاءها خبر وفاته، وقالت إن حجازى سافر إلى أمريكا قبل تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بخمسة أيام وعمل فى محطة البنزين المجاورة للكنيسة التى تعمل بها كريستين وتعتبر من أهم أعمدتها واحتمى بها من الاعتداءات التى كان يتعرض لها المسلمون والعرب بعد هجمات 11 سبتمبر وعرض عليها الزواج وهى أحبته بشدة وغضبت منه بشدة حينما علمت أنه كان ينوى العودة نهائيا إلى مصر وطلب منها العودة معه لكنها كانت ترفض. فيما أكدت عبير الزوجة المصرية لحجازى أنها تتعجب من الحب الشديد الذى تظهره الزوجة الأمريكية لحجازى بعد مقتله فى حين أنها حينما جاءت معه إلى مصر لم يظهر عليها ذلك.