كشف باحثون في أحدث دراسة لربط صحة الأمعاء بالأمراض العصبية أن الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء (IBD) لديهم أكثر من ضعف خطر الإصابة بالخرف. حيث أشارت مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن التغييرات في الجهاز الهضمي قد تؤثر على الدماغ من خلال الاتصال ثنائي الاتجاه المعروف باسم محور الأمعاء والدماغ. ووجد العلماء في قت سابق، علامات على أن البروتينات غير المطوية بشكل غير طبيعي والمرتبطة بمرض باركنسون العصبي، قد تنشأ في الأمعاء وتنتقل إلى الدماغ، في حين أن التغيرات في الميكروبات المعوية يرتبط بظروف تتراوح من مشاكل الصحة العقلية لمرض الخلايا العصبية الحركية ومرض باركنسون، الذي يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب الشلل الرعاش ونقص الحراك وتشوه المشي، ومشكلات في المخ تسبب الخرف. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص المصابين بداء الأمعاء الالتهابي لديهم خطر أعلى للإصابة بمرض باركنسون، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية. يشير الباحثون الآن إلى أنهم وجدوا أن الأشخاص المصابين بالتهاب القولون العصبي، بما في ذلك التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، الذين لديهم أعراض تشمل آلام المعدة والبراز الدموي، يصبح لديهم فرصة أكبر للإصابة بالخرف من أولئك الذين ليس لديهم الاعراض. يقول الدكتور بينج زانج، المؤلف الأول للبحوث من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "تشير النتائج إلى أنه قد يكون هناك علاقة بين التهاب الأمعاء والتراجع المعرفي العصبي". وفي حين أن الدراسة لا تثبت أن التهاب الأمعاء يسبب الخرف، فقد أوضح تشانج وزملاؤه عددًا من الطرق التي قد تجد علاقة، مشيرًا إلى أن الالتهاب المزمن قد يحفز العمليات التي تسبب مرض الزهايمر، والجلطات الدموية والسكتة الدماغية. ويصف الباحثون في تايوان والولايات المتحدة في دورية "Gut" العالمية، كيفية استخدامهم لقاعدة بيانات أبحاث التأمين الصحي الوطني التايواني لمتابعة الحالة الصحية ل 1742 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 45 عامًا أو أكثر، ولديهم تشخيصين على الأقل للالتهاب المعوي، بين يناير 1998 وديسمبر 2011، ولم يكن أي منهم يعاني من الخرف وقت تشخيص التهاب الأمعاء. تمت مطابقة كل مشارك مصاب بالتهاب الأمعاء بحسب العمر والجنس وعوامل أخرى، إلى 10 أشخاص داخل قاعدة البيانات، وأظهرت النتائج أن الخرف كان أكثر شيوعًا بين الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء. حيث تم تشخيص 5.5 ٪ من تلك المجموعة بالخرف خلال فترة المتابعة، مقارنة ب 1.4 ٪ من أولئك الذين ليس لديهم التهاب، وتم تشخيص مرضى الالتهاب بالخرف لمن يزيدون قليلاً عن 76 عامًا في المتوسط. بعد الأخذ بالعوامل التي تشمل العمر والجنس والأمراض الأخرى، كان لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء عمومًا خطر الإصابة بالخرف بمقدار 2.5 ضعف أكثر من أولئك الذين لا يعانون من التهاب الأمعاء، بغض النظر عن نوع الالتهاب، مع زيادة في خطر الإصابة بمرض الزهايمر بستة أضعاف. أضاف تشانج: "يشير تحليلنا إلى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ أطول من الإصابة بالتهاب الأمعاء قد يكون لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالخرف"، مشيراً إلى تكرار الدراسة بين مجموعات سكانية أخرى. وقالت فيونا كاراجر، كبيرة مسؤولي السياسات والبحوث في جمعية الزهايمر، إن دور صحة الأمعاء وميكروبات الأمعاء كان محور التركيز الرئيس في أبحاث الخرف. لكنها حذرت من أن الدراسة لا تظهر أن مرض التهاب الأمعاء يزيد بشكل مباشر من فرص الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة ذ، قائلة: "هناك العديد من العوامل الأخرى التي لم يتم التحكم فيها في هذه الدراسة بما في ذلك النظام الغذائي وممارسة الرياضة وعناصر الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتي كان يمكن أن تلعب دورًا هاما في الدراسة". ووافق توم فولتيني، أستاذ علم الأعصاب في معهد "كوين سكوير انستاتيوت"، وأخصائي أعصاب استشاري مع حديث فيونا، لكنه قال إنه لا ينبغي استبعاد وجود صلة مباشرة.