يعمل العلماء والباحثون في جميع أنحاء العالم على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، الذي أصاب حتى الآن أكثر من 8 ملايين مواطن بالدول، وبالتزامن مع مجهوداتهم في سبيل التوصل لعلاج فعال، انتشرت معلومات ومنشورات بمواقع التواصل الاجتماعي تزعم أن الحكومة التنزانية وافقت على دواء عشبي يسمى كوفيدول، سيعالج المرضى الذين يعانون من الوباء المتفشي. إذ يتم تداول صور الكوفيدول بمواقع التواصل الاجتماعي جنبا إلى جنب مع صور الرئيس التنزاني جون ماجوفولي ووزيرة الصحة أمي علي مواليمو، مع إعلان توضيحي يقول إن "الحكومة التنزانية أقرت علاج لفيروس كورونا، يتمتع بكفاءة جيدة وتمت الموافقة عليه من قبل اللجنة الصحية الوطنية، فليبارك الله القيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية.. مرحبا بكم في تنزانيا أرض الشفاء". ولكن بالتقصي عن الخبر وتحري المعلومات، وجد معهد بوينتر للدراسات والأبحاث الأمريكي، أن المعلومات المنتشرة بشأن العلاج غير صحيحة لأن الحكومة التنزانية لم توافق على الدواء كعلاج لفيروس كورونا، وأنه لم يخضع حتى للتجارب السريرية ولا يوجد أي دليل علمي على أنه يمكن أن يكون علاج للمرض. ويبدو أن الادعاءات والمعلومات المغلوطة المنتشرة عن علاج كوفيدول العشبي قد نشأت من تصريحات أدلى بها الدكتور هاميس ماليبو، عالم أبحاث في المعهد الوطني للبحوث الطبية في تنزانيا، إذ قام الدكتور ماليبو بالترويج لكوفيدول خلال عرض على خدمة البث التنزاني، في 11 مايو الماضي، وفقا لوكالة "صوت أمريكا" الإخبارية. وقال الدكتور ماليبو أن دواء كوفيدول العشبي نجح في علاج عدد من المواطنين المصابين بالفيروس، مؤكدا أنه يخفض الحمى بشكل أسرع، ويحارب مشاكل الجهاز التنفسي والإنفلونزا وإرهاق الجسم، والأعراض التي تظهر مع المرض. وبعد فترة وجيزة من تصريحات عالم الأبحاث، بدأ مستخدمو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يدعون أن دواء كوفيدول العشبي لديه القدرة على علاج فيروس كورونا المستجد، وقد تمت الموافقة عليه من قبل وزارة الصحة التنزانية. ووفقًا لمدونة "سواهيلي تايمز" التنزانية، فإن السلطات الحكومية المختلفة، بما في ذلك وزارة الصحة التنزانية، لا تعترف بالدواء لأنه لم يوافق عليه من قبل الحكومة، ففي 3 مايو، أصدرت وزارة الصحة التنزانية بيانًا يوضح أنه لا يتوفر دواء لعلاج فيروس كورونا حتى الآن، محذرة المواطنين من استخدام الأدوية غير المختبرة. وبعد انتشار المعلومات المضللة، نفت وزارة الصحة التنزانية الموافقة على العلاج وحذرت من استخدام العلاجات غير المختبرة، مؤكدة أن أي علاجات للفيروس التاجي تحتاج إلى اختبارها أولاً في ظل تجارب إكلينيكية صارمة لمعرفة ما إذا كانت فعالة. حتى منظمة الصحة العالمية قالت أنه لا يوجد علاج لفيروس كورونا حتى الآن، في وقت لم يخضع فيه دواء كوفيدول للتجارب السريرية ولم يوافق عليه من قبل الحكومة التنزانية أو أي مختبر علمي معترف به. فيما قال المدير العام لمعهد البحوث الطبية في تنزانيا، يونس مغايا، إن ما ينتظره الباحثون الآن هو تعليمات من الأمين العام للمعهد حتى يتمكنوا من إدراج الأدوية العشبية في أبحاثهم.