لم يكن النصف الأول من العام الجاري بالسهل، بالنسبة للولايات المتحدة، حيث تمر واشنطن بالعديد من الأزمات بين حروب عسكرية وأخرى اقتصادية، غير أنها تعتبر أكثر الدول في العالم تضررا بفيروس كورونا، وكان آخرها التظاهرات التي ملأت الشوارع بسبب مقتل جورج فلويد الأمريكي ذو الأصول الأفريقية. تأتي تلك الأزمات في العام الذي من المقرر أن تجرى فيه الانتخابات الأمريكية، والتي ستحدد الرئيس المقبل للولايات المتحدة، مع تراجع شعبية دونالد ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة. وجاء تراجع الشعبية لدونالد ترامب بسبب ما يراه البعض من سوء إدارته لأزمة كورونا، بالإضافة إلى أزمة مقتل فلويد، وذلك وفقا لما أظهرته استطلاعات الرأي التي أجرتها رويترز وأخرى ل"سي إن إن"، حيث كشفت تفوق المرشح المحتمل من الحزب الديمقراطي جو بايدن على منافسه دونالد ترامب. وفي هذا التقرير تستعرض "الشروق" أبرز الأزمات التي مرت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال النصف الأول من عام 2020. - أمريكا تخوض حرب اقتصادية ضد الصين في مارس 2018، أعلنت إدارة ترامب، تعريفات شاملة على الواردات الصينية بقيمة 50 مليار دولار على الأقل، ردًا على ما يزعم البيت الأبيض أنه سرقة صينية للتكنولوجيا الأمريكية والملكية الفكرية. وفي أعقاب الرسوم الجمركية، تفرض الصين إجراءات انتقامية في أبريل 2019 على مجموعة من المنتجات الأمريكية، مما أثار مخاوف من حرب تجارية بين أكبر اقتصادات العالم، وفي يوليو 2018 فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية جديدة تبلغ قيمتها 34 مليار دولار من السلع الصينية. بالإضافة إلى الأزمة التي دارت بين الولاياتالمتحدة وعملاق الاتصالات الصيني شركة "هواوي" وبعد انهيار المحادثات التجارية، كما رفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية من 10 إلى 25% على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، وردت الصين بإعلانها عن خطط لزيادة الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار. - الصراع العسكري يشتعل بين طهرانوواشنطن اشتغلت الأزمة بين طهرانوواشنطن في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد انسحاب الأخير من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي حدت الجمهورية الإسلامية بموجبه من قدرتها على تخصيب اليورانيوم مقابل الإعفاء من العقوبات. وفي مطلع العام الجاري، نفذت واشنطن ضربة شديدة ضد طهران، حيث اغتالت اللواء والقيادي في الحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد، وذلك يوم 3 يناير، بعدما اقتحم مجموعة موالية لإيران من الحشد الشعبي السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد. كان الرد الإيراني بقصف قاعدتين أمريكيتين في العراق بصواريخ بالستية، لتستمر المناوشات بين الدولتين حتى انتشار فيروس كورونا، في كلا البلدين مما أخمد - ولو بشكل مؤقت - نار الصراع بين البلدين. - كورونا تفتك بالعالم وأمريكا أكثر المتضررين ظهرت حالة الإصابة الأولى في الولاياتالمتحدة، يوم 20 يناير ليبدأ بعدها الفيروس بالتوغل في جميع الولاياتالأمريكية لتصبح الدولة الأعلى في العالم، من حيث عدد الإصابات التي تصل إلى لأكثر من مليوني إصابة والوفيات التي تقارب 116 ألف متوفي حتى 11 يونيو. واقتصاديا تمر الولاياتالمتحدة رسميًا بحالة ركود، حيث أنهت 128 شهرًا تاريخيًا من النمو الاقتصادي، بعد أن اجتاحت الفيروس التاجي البلاد وأغلقت الاقتصاد وفق ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وعلى مدى أكثر من 10 سنوات، بدا أن الاقتصاد الأمريكي يناقض طبيعة صعود وهبوط الاقتصادات العالمية، والذي انتهى في فبراير الماضي، وفقًا للمكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية، أو الوكالة الوطنية للبحوث الاقتصادية، وهي الوكالة التي تحدد فترات النمو الاقتصادي والانكماش. ونقلت شبكة "سي أن أن" الإخبارية عن روجر داو، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية السفر الأمريكية قوله، إن الاقتصاد الأمريكى تكبد خسائر بلغت 800 مليار دولار حتى الآن، منها 355 مليار دولار فى مجال صناعة السيارات وحدها. وأشار داو إلى أن أزمة كورونا ستزيد من مشكلة البطالة في أمريكا، فنحو 4.6 مليون عامل في مجال صناعة السفر سيفقدون وظائفهم. - مظاهرات حاشدة وأعمال عنف تضرب أمريكا رغم الإغلاق ورغم تفشي فيروس كورونا الكبير في أمريكا، إلا أن مظاهرات حاشدة انطلقت في عدد من الولايات بسبب مقتل جورج فلويد الأمريكي ذو الأصول الإفريقية على يد أحد رجال الشرطة في مدينة منيابولس الأمريكية. وتستمر المظاهرات التي يشوبها بعض أعمال التخريب عن طريق إحراق المحال التجارية والعنف المتبادل بين المتظاهرين وقوات الشرطة. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب له، إنه مستعد لنشر الجيش الأمريكي لوقف أعمال العنف. إن لم تتخذ السلطات المحلية الإجراءات اللازمة. وجاءت التحذيرات من القادة السياسيين وخبراء الصحة العامة من موجة أخرى لكورونا تضرب الولاياتالمتحدة بسبب الاحتجاجات وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز". وقالت الصحيفة الأمريكية إن الاحتجاجات الحاشدة ضد وحشية الشرطة الأمريكية، والتى أخرجت آلاف الأشخاص من منازلهم إلى الشوارع فى المدن فى جميع أنحاء البلاد تثير شبح تفشى جديد لكورونا.