• واشنطن بوست: عند تصفح الكتاب ستشعر كما لو أن مليون سنة مرت منذ انتخاب ترامب في 26 مايو الماضي، قام "تويتر" بعمل صغير كان مهمًا في نفس الوقت، فقد أرفق علامة التحقق من التغريدة على اثنين من تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التصويت عبر البريد. وكان ترامب ادعى أن بطاقات الاقتراع بالبريد هي "احتيالية"، وكل ما فعله تويتر هو إضافة علامة تعجب زرقاء ورابط "للحصول على الحقائق حول بطاقات الاقتراع بالبريد". لكن هذا صار نقطة تحول رئيسية في الطريقة التي تتعامل بها الشبكة الاجتماعية مع المعلومات الخاطئة على مدار الأيام القليلة القادمة. والشركة لم تتوقف عند هذا الحد، ففي صباح يوم 29 مايو الماضي، هز العالم احتجاجات مينيابوليس بعد مقتل رجل أسود يدعى جورج فلويد على أيدي الشرطة، غرد ترامب بأنه يجب إطلاق النار على المتظاهرين، وكتب "عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار". ومجدداً وضع تويتر تحذيرًا على التغريدة، مشيراً إلى أن "هذه التغريدة انتهكت قواعد تويتر حول التشجيع على العنف"، وجعلت من المستحيل على المستخدمين الإعجاب بها أو الرد عليها أو إعادة تغريدها دون تعليق، عندما ظهرت بعد ساعات قليلة نفس الرسالة العنيفة على حساب تويتر للبيت الأبيض، أبلغ تويتر عن تلك التغريدة أيضًا. وهذه الحوادث جديدة جدًا بحيث لم يتم كتابتها في كتاب "دونالد ترامب واعتداءه على الحقيقة: افتراءات الرئيس وادعاءاته المضللة وأكاذيب فجة"، الذي كتب بقلم صحفيي واشنطن بوست الباحثون عن الحقائق جلين كيسلر، سلفادور ريزو وميج كيلي، الذي تم نشره في شهر يونيو الحالي. وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى التي كان من المفترض أن تملأ صفحات هذا الكتاب الذي يصفه مؤلفونه في المقدمة بأنه "دليل هجوم ترامب على الحقيقة". وبحسب فريق صحفيو الحقائق في الصحيفة، فإنه اعتبارًا من 20 يناير 2020، بعد 3 سنوات من تنصيبه، أدلى ترامب ب16.241 تصريح كاذب أو مضلل، واعتبارًا من 1 يونيو، بلغ عددهم 19.127. ومع ذلك، يمكن اعتبار رد فعل تويتر بمثابة انتصار لهؤلاء الصحفيين الذين يكافحون أكاذيب ترامب للكشف عن زيفها، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وقال ترامب الكثير من الأشياء غير الصحيحة التي تجعل من الصعب معرفة كيفية تحديد أولويات التحقق من صحتها: "هل أكثر الادعاءات إثارة للقلق هي تلك التي كررها بشكل منتظم؟ أم تلك التي لديها التأثير الأقوى على السياسة؟". كما يكتب مؤلفو الكتاب عن التحدي المتمثل في تحديد أي موضوع يجب التركيز عليه، "هل ينبغي أن يكون الادعاء كاذبًا تمامًا أم لا جدال فيه، أم أنه أكثر غدرًا إذا كان الادعاء مضلل ولكنه يتعلق بموضوع مهم أو حيوي؟". وفي هذا الكتاب، يصنف الفريق الادعاءات الكاذبة حسب الفئة ("تضليل هائل"، "غلو حقيقي")، والموضوع (الهجرة، روسيا، احتيال التصويت)، والشكل (تغريدات، أسطر من الخطب، أشياء قالها ترامب في المؤتمرات الجماهيرية). و"دونالد ترامب وهجومه على الحقيقة" هي مجموعة شاملة يمكن أن تشعر أيضًا بالإرهاق عند قراءتها، وعند تصفح الكتاب ستشعر كما لو أن مليون سنة مرت منذ انتخاب ترامب. يفكر المؤلفون في تأثير أكاذيب ترامب على السياسة الأمريكية، ويتساؤلون "هل يقدم ترامب نموذجًا لرئيس المستقبل، من أجل كذاب أكثر مهارة مع فهم أكثر صرامة لكيفية تسخير مقاليد الحكومة؟ هل غير طبيعة الرئاسة؟".