وزير الشباب والرياضة يشهد المنتدى الإقليمي لشباب AFS بجامعة بدر تحت عنوان "القيادة الهادفة    تحرك في أسعار العملات الأجنبية بختام تعاملات اليوم 16 أبريل    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع المنيا إلى 330 ألف طن    "المستلزمات الطبية" تناقش مشكلات القطاع مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية الاثنين المقبل    قبل تقديم النسخة المحلية.. كم يبلغ سعر النسخة المستوردة من جيتور X70 Plus بسوق المستعمل    روسيا وأوكرانيا تعلنان الاتفاق على تبادل الأسرى بصيغة ألف مقابل ألف    كاتس: سنلاحق عبدالملك الحوثي كما فعلنا مع السنوار وهنية ونصرالله    مستشار النمسا في «تيرانا» للمشاركة في قمة أوروبية    الرمادي يطالب لاعبي الزمالك باستغلال فترة توقف الدوري بأفضل صورة    سلوت: كييزا واجه سوء حظ في ليفربول لأنه ينافس صلاح    مصر تتوج بلقب البطولة الأفريقية للمضمار بحصدها 51 ميدالية    8 نصائح طبية للحجاج لضمان رحلة آمنة وصحية    أنغام تحيي حفلتين بالسعودية في عيد الأضحى    الأوقاف تصدر العدد الجديد من مجلة "الفردوس" للأطفال    اغتنم الفرصة الذهبية.. أدعية مستجابة في ساعة الاستجابة... لا تفوّت الدعاء الآن    البابا ليو الرابع عشر يعرض استضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان    ضمن خطة تنمية سيناء.. تفاصيل تنفيذ مشروع خط السكة الحديد (بئر العبد – العريش – رأس النقب)    هربًا من حرارة الجو.. غرق طفل في ترعة الدناقلة بسوهاج    ننشر الجدول المعدل لطلاب الثانوية العامة بمدارس المتفوقين 2025    انطلاق منافسات بطولة تصفيات مصر الدولية لكرة السلة 3x3 للناشئين    في عيد ميلاده ال 85.. كيف تحدث الزعيم عادل إمام عن والده؟    "أساسيات حقوق الإنسان".. دورة تدريبية بمكتبة مصر العامة بأسوان    النيابة تحيل "سفاح المعمورة" للجنايات بتهمة قتل 3 أشخاص بينهم زوجته    التعليم العالي: معهد تيودور بلهارس يحتفي بتكريم أوائل طلبة التمريض بالجيزة    "باعت دهب أمها من وراهم".. فتاة تتخلص من حياتها خوفا من أسرتها بقنا    حبس بائع تحرش بطالبة أجنبية بالدرب الأحمر    ميناء دمياط يستقبل 12 سفينة خلال 24 ساعة.. وتداول أكثر من 93 ألف طن بضائع    بسنت شوقي: فراج بيسألني «إنتِ مش بتغيري عليا ليه»    وزير الثقافة الفلسطيني يفتتح مهرجان العودة السينمائي الدولي في القاهرة بكلمة مسجلة    البحيرة: 938 مواطنا يستفيدون من قوافل طبية مجانية في قريتي العكريشة وبولين    حماس: الاحتلال يستخدم سياسة الأرض المحروقة في غزة    مستثمر سعودى يشترى ألميريا الإسباني ب100 مليون يورو    هدى الإتربي بإطلالة أنيقة في مهرجان كان السينمائي    إنجلترا والإمارات في أولى منافسات sitfy poland للمونودراما    حصاد مجلس النواب خلال الجلسات العامة 11 - 12 مايو 2025    الإمارات تهدي ترامب "قطرة نفط واحدة".. والأخير ساخرا: لست سعيد بذلك    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    وزير الكهرباء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة    رسميًا.. الزمالك يعلن اتخاذ الخطوات الرسمية نحو رفع إيقاف القيد    الدقران: غزة تتعرض لحرب إبادة شاملة والمستشفيات تنهار تحت وطأة العدوان    منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس    وفاة طفل وإصابة اثنين آخرين نتيجة انهيار جزئي لعقار في المنيا    عبدالناصر فى «تجليات» الغيطانى    موعد بدء إجازة نهاية العام الدراسي لصفوف النقل والشهادة الإعدادية في القليوبية    محافظ الجيزة: ضبط 2495 قضية خلال حملات تموينية    كاف يكشف عن تصميم جديد لكأس لدوري أبطال إفريقيا    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    أسعار الأسماك في بورسعيد اليوم الجمعة 16 مايو 2025    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    طريقة عمل السمك السنجاري فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهز    الدوري الإسباني.. بيتيس يبقي على آماله الضئيلة بخوض دوري الأبطال    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    البلشي: 40% من نقابة الصحفيين "سيدات".. وسنقر مدونة سلوك    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترامب والأزمة الليبية
نشر في الشروق الجديد يوم 16 - 01 - 2020

فى الوقت الذى اتجهت فيه أنظار المهتمين بالشأن الليبى إلى العاصمة الروسية موسكو التى احتضنت جولة مفاوضات بين طرفى الخلاف الأساسيين فى ليبيا، تحدث الرئيس دونالد ترامب مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول سبل المساعدة فى وقف الاقتتال الداخلى فى ليبيا.
ووسط ما تشهده علاقات واشنطن بمنطقة الخليج العربى من شد وجذب وتصعيد وعمليات عسكرية، لم تهتم واشنطن إلا قليلا بالساحة الليبية، وميز اهتمامها ارتباك لا تخطئه عين أى مراقب للسياسة الخارجية الأمريكية.
***
وبسبب تدهور الأوضاع فى ليبيا وجه 13 عضوا من لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو يطالبونه فيها بإعلان رفض واشنطن الواضح لهجوم الجيش الليبى بقيادة خليفة حفتر على طرابلس.
وذكر بيان الأعضاء أن خطوة الاتصال الهاتفى بين الرئيس دونالد ترامب وخليفة حفتر فى منتصف إبريل الماضى أدت إلى شكوك بموقف الولايات المتحدة بعدما عبر ترامب عن دعمه ل«دور حفتر فى مكافحة الإرهاب».
وبعد أيام من بدء قوات الجيش الليبى فى إبريل الماضى هجومها المستمر فى محاولة لم تنجح فى السيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع المشير حفتر، واعتبرت بعض الأطراف هذه المكالمة بمثابة مشاركة أمريكية لخطوت المشير التصعيدية، إلا أن بيانا صدر عن البيت الأبيض وتبعه بيانات من الخارجية الأمريكية أكدت كلها على أن ترامب تحدث عن «جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار فى ليبيا».
وفى نفس الاتجاه قدم أربعة أعضاء من مجلس النواب مشروع قرار رقم 4644 ويسمى «قانون استقرار ليبيا» قبل نهاية شهر أكتوبر الماضى، ويهدف القرار إلى التأكيد على أن سياسة الولايات المتحدة تجاه ليبيا تدعم التوصل لحل دبلوماسى للصرع فى ليبيا، وأن واشنطن تدعم الشعب الليبى».
***
يؤدى تزايد النشاط العسكرى الروسى فى غرب ليبيا، وذلك بالتنسيق مع الجانب المصرى كما يعتقد الكثير من الخبراء فى واشنطن، لانزعاج كبير فى الدوائر الأمريكية، يمكن الفصل بين هذا الانزعاج وبين رغبة واشنطن فى وقف الاقتتال الداخلى والتوصل لاتفاق لوقف النار.
وجمع اجتماع مهم الشهر الماضى بين دبلوماسيين وعسكريين أمريكيين كبار والجنرال الليبى خليفة حفتر وهو ما أشار إلى قلق واشنطن البالغ إزاء «استغلال روسيا للنزاع على حساب الشعب الليبى» كما يعتقد مسئول أمريكى تحدثت معه.
لكن القلق الأمريكى الحقيقى بخصوص الشأن الليبى ينبع من خوف واشنطن من توافر بيئة مشجعة للجماعات الإرهابية داخل ليبيا بسبب الانقسام السياسى والعسكرى بين الرفقاء الليبيين، وذلك على العكس مما يراه حلفاء واشنطن الإقليميين، ولواشنطن خبرة أليمة تمثلت فى قتل جماعات إرهابية سفيرها فى قنصلية بلاده ببنغازى فى سبتمبر 2012.
***
وأدى إسقاط طائرة مراقبة بدون طيار أمريكية على يد قوات حفتر إلى تقديمها اعتذارا قويا بعدما عبرت إدارة ترامب عن غضبها من الخطوة وقلقها من أن تكون روسيا وراء دفع حفتر لهذا العمل التصعيدى ضد واشنطن.
كما أشارت تقارير أمريكية عدة إلى استعانة الجنرال حفتر بمئات من المقاتلين الروس للقتال فى صفوفه ولتدريب قواته، كذلك أشارت تقارير مختلفة إلى زيادة أعداد قوات شركة فاجنر من المقاتلين الروس داخل ليبيا، وتثير مشاركة العميد ستيفن ديميليانو المسئول العسكرى الرفيع بمركز القيادة الإفريقية فى الجيش الأمريكى فيعد دليلا على مخاوف البنتاجون من التمدد الروسى داخل ليبيا.
وتكون الوفد الأمريكى الذى التقى حفتر من مسئولة الشرق الأوسط داخل مجلس الأمن القومى فيكتوريا كوتس، والسفير الأمريكى لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، والنائب الأول لمساعد وزير الخارجية للشئون الدولية فى وزارة الطاقة الأمريكية ماثيو زايس، إضافة للعميد ديمليانو، وهو ما يعكس كذلك تنوع مصادر الاهتمام ليمتد للنفط الليبى خاصة مع وجود مسئول من وزارة الطاقة.
***
تتواصل واشنطن دبلوماسيا مع القاهرة وأبوظبى وأنقرة فى محاولات للبحث لها عن دور مؤثر فى ليبيا وفى محاولة لوقف الصراع داخل ليبيا، ويتمثل موقف واشنطن الرسمى دعوة اللواء الجنرال حفتر إلى إنهاء هجومه على العاصمة طرابلس، معتبرة أن ذلك سيؤدى إلى تسهيل المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة وليبيا.
وتضغط واشنطن على الحانبين المصرى والإماراتى من أجل الضغط على حفتر، لكن لم يعد لواشنطن قوة الحليف الكبير كما كان الوضع فى الماضى.
وقبل نهاية 2019 بأيام قليلة، أعلن بيان صدر عن البيت الأبيض عن محادثة هاتفية بين الرئيس ترامب ونظيره المصرى عبدالفتاح السيسى عن الشأن الليبى، وجاءت المكالمة كآخر حلقات موقف غامض مرتبك تتخذه واشنطن تجاه تصاعد الأحداث فى ليبيا.
وعبرت واشنطن عن قلق كبير إزاء طلب حكومة الوفاق الوطنى الحصول على الدعم العسكرى من تركيا، وتصويت البرلمان التركى بالموافقة على مقترح قانون لإرسال قوات إلى ليبيا.
***
تبنت واشنطن موقفا مزدوجا غير مرحب به من طرفى النزاع الليبى، فهى ترفض لجوء طرفى الصراع لطلب الدعم من أطراف خارجية لدعمها فى الحرب الأهلية الليبية سواء فى صورة مقاتلين روس أو قوات تركية.
وبسبب عدم وجود مصالح مباشرة لواشنطن فى ليبيا، تترك واشنطن عواصم أوروبية مهمة كلندن وبرلين وروما وباريس مهمة التعامل مع الوضع المتوتر فى ليبيا، إلا أن تركيزها الأهم ينصب على مراقبة التمدد الروسى فى بلد هام لاستراتيجيتها الإفريقية، وليس سرا أن إدارة ترامب تخشى من التدخل العسكرى فى أى نزاع خارجى، ولنا فى حالة سوريا أو أوكرانيا نموذج لهذا التردد، وإن كان الاستثناء هو الإقدام على قتل اللواء الإيرانى قاسم سليمانى، لكن لهذا قصة أخرى.
كاتب صحفى متخصص فى الشئون الأمريكية، يكتب من واشنطن
الاقتباس
يؤدى تزايد النشاط العسكرى الروسى فى غرب ليبيا، وذلك بالتنسيق مع الجانب المصرى كما يعتقد الكثير من الخبراء فى واشنطن، لانزعاج كبير فى الدوائر الأمريكية، ولا يمكن الفصل بين هذا الانزعاج وبين رغبة واشنطن فى وقف الاقتتال الداخلى والتوصل لاتفاق لوقف النار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.