يتواصل تصاعد التوترات في الهند فيما تدخل المظاهرات المناهضة لقانون الجنسية الجديد المثير للجدل يومها الثالث في أحد أقوى استعراضات المعارضة القوية لحكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي منذ تشكلت في 2014. وانضم آلاف الطلاب والأكاديميين وأفراد المجتمع المسلم والنشطاء وسياسيي المعارضة والمواطنين إلى المسيرات الاحتجاجية التي انطلقت في مدن عدة رغم الحظر المفروض على التجمعات الكبيرة. واجهت الحكومة الهندية انتقادات منذ إقرار "تعديل قانون المواطنة" المثير للجدل الأسبوع الماضي. ويسمح القانون للمهاجرين غير الشرعيين من غير المسلمين القادمين من ثلاث دول ذات أغلبية مسلمة، هي بنجلاديش وباكستان وأفغانستان، بالحصول على الجنسية الهندية إذا كانوا يواجهون اضطهادا دينيا في بلادهم. ويقول معارضون للتعديل إنه يتعارض مع الدستور الهندي العلماني بجعل الدين أساسا لمنح الجنسية. ويقول حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم إن التعديل لن يؤثر على أي مواطن في الهند- وبينهم المسلمون- ولكنه يهدف فقط إلى إغاثة أولئك الذين يفرون من الاضطهاد الديني في الدول الثلاث ذات الأغلبية المسلمة. وقالت شرطة أوتار براديش إن ستة أشخاص قتلوا خلال التظاهرات العنيفة في الولاية اليوم الجمعة، ما يرفع حصيلة قتلى التظاهرات في مختلف أنحاء البلاد إلى 13 شخصا منذ تمرير القانون، حسبما ذكرت قناة (إن دي تي في) الهندية. ولم تتمكن وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) من التأكد من الشرطة من عدد قتلى اليوم. وتردد أن المتظاهرين ألقوا الحجارة وأضرموا النيران في المركبات في عدة مظاهرات في أوتار براديش ولكن ظل المظاهرات في دلهي وأماكن أخرى سلمية. وجرى تكثيف الوجود الأمني وقطع خدمات الإنترنت اليوم الجمعة في أجزاء من ولايتي أوتار براديش وكارناتاكا، حيث لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في احتجاجات عنيفة أمس الخميس. وفي أوتار براديش صدرت أوامر بحظر تجمع أكثر من خمسة أشخاص. ونقلت قناة (إن دي تي في) عن متحدث باسم الشرطة من أوتار براديش إنه جرى احتواء الوضع. وتشهد مدينة مانجالور الواقعة بولاية كارناتاكا، جنوبي البلاد، حظر تجوال وذلك عقب مقتل شخصين أمس الخميس. انضم المئات من الأشخاص إلى أفراد من المسلمين خارج مسجد جاما الرئيسي في دلهي بعد صلاة الجمعة للتظاهر احتجاجا على القانون مرددين شعارات ب"اعزلوا مودي" ورفع الأعلام الهندية. وقفت الشرطة مرتدية زي مكافحة الشغب في حالة استعداد ولكنها سمحت للمتظاهرين في البداية بالسير لمسافة قصيرة رغم الحظر على تجمع الأشخاص. ثم استخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين بعدما أضرموا النار في مركبة. وجرى تنظيم المظاهرات أيضا في شمال شرق دلهي التي يوجد بها تعداد سكاني مسلم ضخم وخارج جامعة جاميا ميليا حيث أصيب العديد من الأشخاص في اشتباكات خلال مطلع الأسبوع. واتهم طلاب الجامعة الشرطة باستخدام القوة المفرطة. يشكل المسلمون 14 بالمئة من سكان الهند بينما يبلغ الهندوس 80 بالمئة.