قال رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال الأسبق توني بلير، الأربعاء، إن قيادة جيريمي كوربين الضعيفة للحزب فيما يخص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت عاملا رئيسيا وراء النتائج الكارثية للحزب المعارض في الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي. وكان اليساري المخضرم كوربين قد اعتذر ووافق على التنحي في وقت مبكر العام المقبل بعد أن خسر حزب العمال 59 مقعدا في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، ما منح المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون أغلبية برلمانية كبيرة. ولم يكن بعض أعضاء البرلمان من حزب العمال راضين عن اعتذار كوربين، وطالبوا باستقالته الفورية. وقال بلير في خطاب ألقاه في وسط لندن فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي(بريكست) "اتبع الحزب طريقا يتسم بالتردد الهزلي احدث نوعا من اللامبالاة ،مما ترك ناخبينا دون توجيه أو قيادة". وأضاف: "إن غياب القيادة، حول ما كان السؤال الأكبر الذي يواجه البلاد، عزز كل الشكوك الأخرى حول جيريمي كوربين". وأوضح بلير: "من الناحية السياسية، اعتبر المواطنون أنه يعارض بشكل أساسي ما تؤيده بريطانيا والمجتمعات الغربية". واتهم بلير كوربين بالترويج "لنوع من الاشتراكية شبه الثورية، وخلط السياسة الاقتصادية لليسار المتطرف بالعداء الشديد للسياسة الخارجية الغربية، وهو الأمر الذي لم يلق قبولا لدى ناخبي حزب العمال التقليديين". وأضاف بلير: "لا يخوض أي حزب سياسي واع الانتخابات مع زعيم يحظى بنسبة تأييد بأقل من 40%. وأعرب بلير عن آراء يتبناها العديد من النواب الوسطيين بحزب العمال. بينما قال النائب ستارمر إنه يتعين على الحزب التمسك بقيمه على الرغم من استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن قيادة كوربين والسياسات الاقتصادية لحزب العمال لا تحظى بشعبية لدى الناخبين. وصرح ستارمر لصحيفة الجارديان: "لا مفر من هذا. إنها نتيجة (انتخابية) مدمرة، لكن من المهم عدم المبالغة". ومن المحتمل أن يواجه المحامي الحقوقي تحديا قويا من العديد من المنافسين اليساريين لخلافة كوربين وتوحيد حزب منقسم بشدة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والأيديولوجية السياسية. وفي مقابلة منفصلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، قال ستارمر 57 عاما، إن حزب العمال "حمل الكثير من الأمتعة في الانتخابات"، مشيرا إلى انتقادات لتعامل كوربين مع شكاوى معاداة السامية في الحزب.