رئيسة وزراء اسكتلندا تجدد دعوتها لتنظيم استفتاء ثانٍ على الاستقلال عن بريطانيا حاول رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، أمس الأول، التخفيف من حدة الانقسام فى البلاد إثر قيامه بجولة على مناطق تم انتزاعها من العماليين نتيجة الانتخابات التشريعية والتى أعطته غالبية كبرى فى البرلمان. وفاز المحافظون ب 365 مقعدا من أصل 650 إجمالى مقاعد مجلس العموم بفضل تقدمهم فى دوائر كانت تعتبر معقلا منذ عقود للعماليين لكنها مؤيدة لبريكست مثل دائرة سيدجفيلد، معقل رئيس الوزراء العمالى الأسبق تونى بلير. وقال جونسون فى خطاب ألقاه فى ناد محلى للكريكت أمام حشد من مناصريه وبعض النواب المنتخبين حديثا «أتخيل وضع الناخبين الذين يحملون قلمهم وكانوا مترددين قبل أن يضعوا الاشارة قرب خانة المحافظين». وأضاف جونسون: «أعلم أن بعض الاشخاص قد يكونون غيروا عادتهم بالتصويت التى كانوا درجوا عليها منذ أجيال وصوتوا لصالحنا»، واعدا الناخبين «بأن يكون على قدر الثقة» التى منحوه إياها. وبحسب جونسون فإن فوزه جاء نتيجة «قرار لا يمكن دحضه او الوقوف فى وجهه» للبريطانيين بتحقيق «بريكست فى نهاية المطاف» فى 31 يناير وهو أبرز وعود حملته الانتخابية. بعد أكثر من ثلاث سنوات على الانقسامات التى تلت الاستفتاء عام 2016 الذى صوت البريطانيون فيه بنسبة 52% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، يلوح جونسون منذ إعلان النتائج بورقة إعادة توحيد الصفوف. ودعوة جونسون إلى توحيد الصفوف لن يسهلها القوميون الأسكتلنديون الذين يسعون لإجراء استفتاء جديد حول مستقبل اسكتلندا المعارضة لبريكست بعد الاستفتاء الذى خسروه عام 2014. من جانبها، قالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن إن على جونسون أن «يركز على الواقع» ويقر بأن الحزب الوطنى الاسكتلندى مفوض لإجراء استفتاء ثان على الاستقلال. وحصد الحزب الوطنى الاسكتلندى 48 مقعدا من أصل 59 مقعدا لاسكتلندا فى البرلمان البريطانى فى الانتخابات العامة، مما دفع ستيرجن إلى تصعيد مطالبها بإجراء استفتاء آخر على الاستقلال. لكن جونسون أكد فى اتصال هاتفى مع ستيرجن أنه يعارض إجراء استفتاء ثان على الاستقلال. إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطانى أن الملكة إليزابيث ستحدد يوم الخميس المقبل الأجندة التشريعية لرئيس الوزراء بوريس جونسون عقب فوزه فى الانتخابات وتشمل تعهدا بإعادة طرح مشروع اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبى على البرلمان «بريكست» قبل عيد الميلاد. ويستخدم ما يسمى بخطاب الملكة لتوضيح تفاصيل مشروعات القوانين التى تعتزم الحكومة سنها خلال السنة المقبلة. ويكتب هذا الخطاب الحكومة وتلقيها الملكة من فوق عرش فى قاعة المداولات بمجلس اللوردات. وسيكون الخطاب الذى تلقيه الملكة التى يبلغ عمرها 93 عاما يوم الخميس ثانى خطاب للملكة خلال شهور. وكانت الملكة قد ألقت خطابا فى 14 أكتوبر المقبل قبل فترة وجيزة من الدعوة للانتخابات عقب مأزق استمر لفترة طويلة فى البرلمان بسبب "بريكست".