الطريق من أين؟ دراسة صينية ترصد كيفية تدفق المعلومات داخل سرب الطيور

تتلقى حمامة واحدة أثناء الطيران المنسق داخل سرب، معلومات من ثلاث إلى أربع حمامات أخرى، في المتوسط.
تمتلك الطيور التي تحلق وسط السرب والطيور التي تتحرك قريبا من السرعة المتوسطة لبقية السرب وقريبا من اتجاه السرب، نفوذا كبيرا بشكل خاص على بقية أفراد السرب، وذلك حسب الدراسة التي قام بها باحثون تحت إشراف دوكسين شين من جامعة نانجينج الصينية، ونشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة "كاوس" المتخصصة.
قام الباحثون خلال الدراسة برصد حركات الطيران داخل سرب حمام، باستخدام طرق التنقيب في البيانات.
كان الباحثون يعتقدون حتى الآن أن السلوك المنسق في الطيران يعتمد على ثلاث قواعد أساسية، تجنب الاصطدام مع أعضاء آخرين داخل السرب، هي تكييف السرعة واتجاه الحركة مع بقية أعضاء السرب، ومحاولة البقاء بالقرب من مركز السرب.
ولكن شين وزملاءه يعتقدون أن الطيران بشكل منسق أكثر تعقيدا من مجرد اتباع هذه التعليمات.
استخدم الباحثون في دراستهم بيانات GPS فائقة الجودة لعدد من الحمام داخل سرب، تم جمعها من أجل دراسة سابقة.
توفر للباحثين بيانات عن موقع عشر حمامات في ثلاثة أسراب.
استخدم الباحثون تحت إشراف شين، خلال هذه الدراسة، خوارزميات التنقيب عن البيانات، لمعرفة أي الحمام يؤثر على سلوك طيران حمام آخر وبأي قوة.
وتبين لهم أن نفوذ حمامة على سلوك حمام آخر يكون أكبر كلما قل اختلاف وجهة طيرانها وسرعتها عن معدل الاختلاف داخل السرب.
وجد الباحثون أن الحمامة تؤثر على ثلاث إلى أربع حمامات مجاورة وتتأثر أيضا من حمامات كثيرة أخرى.
وكلما كانت حمامة أقرب إلى منطقة مركز السرب، كلما كان تأثيرها أكبر على بقية أفراد السرب، مع ملاحظة أن الحمامات ذات التأثير الكبير على أفراد السرب لا تظل هي نفسها، بل يمكن أن تسلم هذا الدور إلى حمام آخر أثناء تطور طيران السرب بشكل متجدد.
يعتزم الباحثون تطبيق طريقتهم على مجموعات طيور أكبر، ويعتزمون أيضا التركيز على سلوك وحدات أخرى مختلفة تماما، وسيبدؤون في دراسة السلوك المنسق للخلايا المناعية.