انطلاق الأسبوع العربى للتنمية المستدامة.. والرئيس: يجسد أهمية العمل الجماعى وإقامة الشراكات الجادة أبوالغيط: شح المياه أخطر ما يواجه العرب.. ومصر دخلت مرحلة الفقر المائى.. ومحمود محيى الدين: يجب أن يكون القضاء على الفقر أولوية للدول العربية
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الأسبوع العربى للتنمية المستدامة يجسد أهمية العمل الجماعى وإقامة الشراكات الجادة على جميع المستويات لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والأمنية والسياسية، وهو الأمر الذى يتسق مع الجهود المصرية فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال رؤية مصر 2030 والتى انطلقت فى مطلع عام 2016، كما يتسق مع ما حققته مصر من نتائج ملموسة على المستوى المحلى، ومع دورنا الفاعل فى تحقيق التنمية المستدامة على المستويين الإقليمى والدولى، حيث تشارك مصر فى جميع المبادرات والجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة، وتؤكد دائما أهمية التكامل بين مختلف جهود ومبادرات التنمية، وضرورة أن تأتى جهود الدول متسقة وداعمة لهذه المبادرات. جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى، والتى ألقتها نيابة عنه الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى فى افتتاح فعاليات النسخة الثالثة من الأسبوع العربى للتنمية المستدامة، اليوم، الذى تنظمه وزارة التخطيط؛ وجامعة الدول العربية وبالشراكة مع البنك الدولى، والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى تحت عنوان «شراكة متكاملة من أجل مستقبل مستدام» والذى يستمر لمدة أربعة أيام. وقال الرئيس: «إننا نجتمع اليوم فى وقت يشهد فيه العالم أجمع وفى القلب منه منطقتنا العربية ظروفا ومتغيرات اقتصادية وسياسية متسارعة وفى غاية الأهمية، تفرض مزيدا من الأعباء والتحديات، وتؤثر سلبا على الجهود التى تبذلها الحكومات لتحقيق التنمية ما يتطلب منا مضاعفة الجهد والعمل الجاد الحثيث». وتابع الرئيس السيسى قائلا: «بعد انقضاء أربعة أعوام على إطلاق أجندة التنمية المستدامة 2030، يقف عالمنا العربى اليوم أمام فرصة كبيرة لحشد الإمكانيات المتاحة وبذل كل الجهود لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ولتحديد خطوات مستقبلية وفقا لأولويات المنطقة العربية، مما يستدعى توطيد أواصر التعاون بين جميع الشركاء وتسريع وتيرة العمل وصولا إلى المستقبل الذى نصبو إليه». وقال إنه بالإضافة إلى ما تُولِيه مصر من اهتمام خاص بالتعاون مع أشقائنا من الدول العربية لتحقيق التنمية المستدامة على المستوى العربى، تعطى مصر أهمية خاصة لأشقائها من الدول الإفريقية، لتشارك مصر بفاعلية فى جهود تنفيذ أجندة تنمية إفريقيا 2063، وتحرص على التعاون والتنسيق المستمر مع الدول الإفريقية فى مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية خاصة فى ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقى. وشدد الرئيس على أنه يتوجب علينا كدول عربية العمل على تحقيق مزيد من التعاون الاقتصادى بين دولنا، والعمل على تعزيز أوجه الابتكار فى جميع المجالات، مع تكثيف الجهود وتوجيهها نحو تنمية رأس المال البشرى لدينا بهدف الوصول إلى مستقبل أكثر استقرارا لدولنا العربية. وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر حققت أعلى معدل نمو سنوى منذ عشر سنوات بلغ 5.6٪ خلال العام المالى 18 2019، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.9% خلال العام القادم، مقارنة بنمو قدره 2.9% فى عام 13 2014، وذلك بما يفوق معدلات النمو فى الأسواق الناشئة والدول النامية، لتصل مصر إلى المرتبة الثالثة عالميا فى ارتفاع معدلات النمو الاقتصادية. وفى السياق ذاته، أضاف أن معدل التضخم العام حقق انخفاضا غير مسبوق فى سبتمبر 2019 ليبلغ 4.3% مقارنة ب 17.5% فى ذات الشهر من العام السابق. وتأكيدا على إيجابية معدلات النمو الاقتصادى المصرى، فقد انخفضت معدلات البطالة لتصل إلى 7.5% خلال الربع الثانى من عام 2019 مقارنة ب 13.2% فى عام 2014. كما ارتفعت تدفقات النقد الأجنبى لتبلغ نحو 78 مليار دولار فى عام 2018 2019 مقارنة بنحو 61 مليار دولار فى عام 2008 2007 بنسبة نمو 28٪، وهو ما انعكس على ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبى لتصل إلى 45 مليار دولار فى سبتمبر 2019 بما يغطى احتياجاتنا الاستيرادية لقرابة التسعة أشهر، مقارنة بنحو 13.4 مليار دولار فى مارس 2013، وهو ما يعتبر أحد أهم معايير ركائز الاستقرار الاقتصادى. من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط فى كلمته خلال المؤتمر، أن ما تعرضت له المنطقة العربية من هزات سياسية ضخمة منذ بداية العقد الحالى أثر، ولاشك، على مسيرة التنمية. وقال إنه ليس هناك بديل عن التحرك على جميع المسارات فى نفس الوقت، فمطالب الشعوب لا تحتمل التأجيل، والمؤشرات التى نطالعها عن المنطقة العربية تعكس بالفعل اتساعا فى رقعة الفقر فى عدد من البلدان العربية، كما تعكس تراجعا ملحوظا فى كفاءة بعض المرافق الحيوية التى تقدم الخدمات الأساسية للجمهور. وأضاف أن الدول فى المشرق العربى (سوريا والعراق على وجه الخصوص) تعانى من هيمنة تركية على مصادر المياه..كما يعانى الفلسطينيون من نهب منظم يقوم به الاحتلال منذ سنوات لخزانات المياه الجوفية فى الأراضى المحتلة..وأخيرا، فإن مصر تواجه تهديدا خطيرا لحصتها من ماء النيل بسبب مشروع سد النهضة الذى تقوم أثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق..علما بأن مصر التى تجاوز عدد سكانها 100 مليون دخلت بالفعل مرحلة الفقر المائى منذ سنوات. وأكد أنه فى هذا المقام فإنَ قضية شح المياه هى أخطر ما يواجه العالم العربى فى المستقبل. من جانبه، أكد الدكتور محمود محيى الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولى، فى كلمته خلال المؤتمر أن الأولوية بالنسبة للدول العربية يجب أن تكون القضاء على الفقر المدقع، مشيرا إلى أن نسبة من يعانون من الفقر المدقع فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفعت من 2.6 إلى 5 فى المائة، بعدد نحو 18 مليون مواطن.