أصيبت سيدة فلسطينية بجروح وصفت بالخطيرة، صباح اليوم الأربعاء، بعد إطلاق الرصاص عليها من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي بزعم محاولتها تنفيذ عملية (طعن) عند الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية. وأفاد الشيخ حفظي أبو اسنينة مدير الحرم الإبراهيمي، بأن السيدة أصيبت في قدميها، وقام جنود الاحتلال بإغلاق محيط الحرم ومنع حركة موظفي الحرم والمواطنين وكثفت من تواجدها في محيطه. من جانبه، قال مستشار محافظ الخليل لشئون البلدة القديمة مدير عام الرقابة في المحافظة نضال الجعبري - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن في البلدة القديمة قصصا كثيرة لا حصر لها تكشف مدى الوجع الذي يعانيه فلسطينيو الخليل من المستوطنين، الذين يقيمون في 6 بؤر استيطانية هناك، تبدأ من (تل الرميدة) الذي يقيم فيه أكثر المستوطنين تطرفا وتنتهي عند (الحرم الإبراهيمي) الشريف، مرورا بالبؤرة الاستيطانية الأكبر المحاذية لسوق الخضار الذي تم الاستيلاء عليه عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 والتي استشهد فيها 29 مصليا، إلى جانب 31 شهيدا سقطوا خارج المسجد، وأصيب أكثر من 200 مواطن فلسطيني". ويعد شارع الشهداء - الذي تم إغلاقه في أعقاب المجزرة - هو قلب مدينة الخليل، وكان الرابط الوحيد بين أجزاء المدينة الشمالية والجنوبية، فأدى إغلاقه إلى تعقيدات كبيرة يعانيها السكان القاطنون في جهتي المدينة، حيث كان قد أقيم على مدخله حاجز سمي باب الزاوية لمنع أي شخص من عبوره، ما عدا ساكنيه وحتى هم يعانون الأمرين من أجل العودة إلى بيوتهم أو الخروج إلى أعمالهم صباحا ومساء، حيث تسيطر إسرائيل عليه بالكامل منذ الانتفاضة الثانية وحولته إلى ثكنه عسكرية لحماية أقل من 400 مستوطن يسكنونه. كما يعاني سكان منطقة (تل الرميدة) بالخليل -وهم عبارة عن قرابة خمسين أسرة فلسطينية - من سياسة الأرقام التي فرضتها عليهم قوات الاحتلال منذ عام 2016 وإلى الآن، فلا تسمح لهم بدخول منازلهم إلا عن طريق البصمة أو أرقام محددة لهم يعطيهم إياها جنود الاحتلال بناء على قائمة أسماء معهم، ولا تسمح لأي شخص لا يمتلك رقما بدخول المنطقة، وهو ما أدى إلى حرمان السكان من زيارة أهاليهم وتقييد حركتهم ومنع التواصل معهم من قبل أقاربهم، وذلك بهدف تهجير السكان وتهويد المنطقة مما حول حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يطاق. ويعاني الفلسطينيون في الخليل من جميع الجوانب، اقتصاديا، اجتماعيا، ونفسيا، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه إقامة مشاريع حيوية، أهمها وجود الاحتلال والمستوطنات التي تعترض عملهم كسلطة ومؤسسات، وبالتالي ليس من السهل العمل في ظل هكذا ظروف. وأدت ممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين اليومية - من اعتداءات على المواطنين، وتخريب ممتلكاتهم، بحماية من جيش الاحتلال، الذي يشاركهم في كثير من الأوقات جرائمهم- إلى زيادة معاناة أهالي المدينة، لا سيما في البلدة القديمة، والتي أدرجتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) على لائحة التراث العالمي بناء على تصويت جرى في 2017، لتصبح البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوبالقدس).