استطاع عميد الأدب العربي طه حسين، حامل لواء التنوير والتغيير في الثقافة العربية، تشكيل وجدان القارئ العربي من المحيط للخليج، وأيضا تخطى حدود اللغة وساهم في تكوين الفكر الإنساني بشكل عام، وذلك من خلال إثراء المكتبة الإنسانية بالكثير من الأعمال الفكرية التنويرية. في السطور التالية تلقي الشروق الضوء على بعض أعماله: • «على هامش السيرة» مجموعة من الخواطر التي كتبها رائد التنوير، حول السيرة النبوية، وأتت في ثلاثة أجزاء، وقد جاء في مقدمتها: «هذه صحف لم تُكتب للعلماء ولا للمؤرخين لأني لم أرد بها إلي العلم، ولم أقصد بها إلى التأريخ وإنما هي صورة عرضت لي أثناء قراءتي للسيرة فأثبتها مسرعاً ثم لم أرى بنشرها بأسا، ولعلي رأيت في نشرها شيئاً من الخير». وتناول طه حسين، في كتابه حول بعض القصص الهامة في التاريخ الإسلامي وتناولها بشكل من التحليل والنظرة العميقة، مثل قصة حفر بئر زمزم، وأحداث زواج سيدنا محمد «صل الله عليه وسلم» من سيدنا خديجة، والحديث عن عمرو ابن هشام«أبو جهل»، وهي موضوعات لم تتناولها كتب التاريخ الإسلامي كثيرا. • «في الشعر الجاهلي» وهو أحد أشهر كتب عميد الأدب العربي المثيرة للجدل، حيث اعتمد فيه على أسلوب التحليل والاستنتاج في شرح الشعر الجاهلي، ونسب شعرائه، واستغل إتقانه اللغتين اليونانية واللاتينية، بجانب دراسته للغة العربية والدينات الثلاثة، في تفهمه وتحليل لتراث اللغة العربية مستخدما أدوات جديدة على الثقافة العربية. تعرض طه حسين بسبب هذا التجديد للهجوم من أغلب شيوخ الأزهر في زمانه، والعديد من أساتذة الفلسفة أيضًا فأغلبهم لم يتاح لهم الإطلاع على الثقافات الأخرى مثل عميد الأدب العربي، ودافعوا عن فهمهم للغة العربية باعتبارها مقدسة لأنها لغة القرآن الكريم. وقد قال في ثنايا الكتاب « لكنني شككت في قيمة الأدب الجاهلي، وألححت في الشك. وانتهيت إلى أن الكثرة المطلقة مما نسميه أدباً جاهلياً، ليست من الجاهلية في شيء، إنما هي منحولة بعد ظهور الإسلام. فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهوائهم، أكثر مما تمثل حياة الجاهليين. وما بقي من الأدب الجاهلي الصحيح قليل جداً، لا يمثل شيئا، ولا يدل على شيء، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلى» • «الأيام» ويُعد من أشهر كتب طه حسين، وأحد أهم كتب السيرة الذاتية في الأدب العربي، حيث يعتبر بداية لمسار جديد في كتابة هذا النوع من الأدب. وفي «الأيام» يسرد طه حسين، قصة حياته وتفاصيل طفولته، وعلاقته بشيخ كتاب قريته، وخبرته أثناء فترة دراسته بالأزهر، وانطباعه عنه، وعن الحياة في القاهرة. وكتب بين سطوره عن رحلة المعاناة والصبر من أجل الدراسة في فرنسا وحصوله على الدكتوراه. وفي ثنايا الكتاب يقول طه حسين: «لكن ذاكرةَ الأطفال ضعيفة، أو قل إن ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة، عندها يكون بعض هذه الحوادث واضحاً جلياً كأن لم يمضِ بينها وبين الوقتِ شيءٌ، ثم يُمحى منها بعضُها الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد». •«المعذبون في الأرض» اعتمد طه حسين في هذا الكتاب على القصة القصيرة لرصد المعاناة اليومية للناس على اختلافهم، وتميزت القصص بحرية التناول وقوة الأسلوب، واستخدام طريقة مخاطبة القارئ.