بدأت عملية فرز بطاقات الاقتراع في بوتسوانا مساء أمس الأربعاء، بعد انتهاء عملية التصويت في انتخابات تشريعية جرت في أجواء سلمية. ويشهد السباق الانتخابي منافسة شرسة بين رئيسي البلاد الحالي والسابق. وحكم حزب بوتسوانا الديمقراطي البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1966، وأشرف على صعودها من واحدة من أفقر دول العالم إلى بلد متوسط الدخل بفضل إنتاج الماس. لكن الحزب واجه انشقاقا في وقت سابق من العام الجاري من جانب الزعيم السابق الذي حكم البلاد لمدة طويلة إيان خاما، الذي خلفه موجويتسي ماسيسي في عام 2018. وثار بين الرجلين منذ ذلك الحين خلاف، حيث ألغى ماسيسي العديد من السياسات التي كانت محببة إلى خاما، مثل فرض حظر على صيد الأفيال. وأسس خاما حزبا معارضا هو الجبهة الوطنية لبوتسوانا، لخوض الانتخابات. وأعرب ماسيسي عن ثقته من تحقيق النصر رغم ذلك. وقال في مؤتمر صحفي بعد الإدلاء بصوته اليوم الأربعاء "إنه أمر تلقائي مثل شروق الشمس من الشرق وغروبها في الغرب. سننتصر". واتهم خاما ماسيسي في مقابلة مع موقع "إي دابليو إن" الإخباري الجنوب إفريقي، بعدم مواصلة تبني إرث حزب بوتسوانا الديمقراطي في استثمار موارد بوتسوانا الوطنية من أجل "تنمية الشعب والأمة ككل" و"التمتع بمؤهلات ديمقراطية قوية للغاية". وقال: "لقد رأينا للتو شخصا مخمورا بالسلطة، ووقع في فخ السلطة الذي رأيناه يحدث في.. بعض الدول الإفريقية الأخرى. إنه أمر مذهل". ولطالما اعتُبرت بوتسوانا واحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارا في إفريقيا. ومع ذلك، فإنها واجهت أيضا ارتفاعا في معدل البطالة التي وصلت نسبتها الرسمية إلى 17 بالمئة، لكن أحزاب المعارضة تعتقد أن النسبة أعلى. وذكر كيث جيفريس، الباحث بمؤسسة "إي كونسالت بوتسوانا" أن تعدين الماس لا يوفر العديد من الوظائف، لذا فإن نسبة "عدم المساواة مرتفعة للغاية". وتوقع أن يكون التحدي أمام الحكومة الجديدة هو الانتقال من النمو الذي يقوده تعدين الماس إلى الصادرات المتنوعة. ويجري التنافس في تلك الانتخابات في 57 دائرة انتخابية، حيث تم تسجيل 925 ألفا و500 شخص للتصويت. وينتخب برلمان بوتسوانا رئيس البلاد. ويتوقع مراقبون إعلان النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في البلاد غدا الخميس.