ذكرت الحكومة الصينية اليوم الجمعة أن اقتصاد البلاد نما بنسبة 6% في الربع الثالث، بأبطأ معدل خلال نحو ثلاثة عقود. وتباطأ الاقتصاد من معدل نمو بنسبة 2ر6% في الربع الثاني من العام، تحت ضغط من تراجع الطلب المحلي والحرب التجارية الممتدة مع الولاياتالمتحدة. ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن فريدريك نيومان المسؤول بقسم الدراسات الأسيوية في مجموعة (إتش.إس.بي.سي) القابضة في هونج كونج قوله إن "الاقتصاد الصيني يواجه ضغوطا من الداخل والخارج، ولقد بدأت الصادرات في الانكماش في ظل تراجع الطلب العالمي وزيادة الرسوم الجمركية في الولاياتالمتحدة". وأضاف أنه "بالرغم من استقرار مبيعات التجزئة والانتاج الصناعي في أيلول/سبتمبر، إلا أن حجم الطلب بشكل عام مازال ضعيفا". وذكرت "بلومبرج" أن حجم الناتج الصناعي في الصين ارتفع بنسبة 8ر5 بالمئة في أيلول/سبتمبر الماضي، وارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 8ر7 بالمئة فيما زادت الاستثمارات بنسبة 4ر5 بالمئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. وقال ليو شنج جون، نائب رئيس معهد "سي إي آي بي إس لوجياتشوي" للتمويل الدولي في شنغهاي: "تباطؤ النمو الاقتصادي ليس مفاجئا". وأضاف ليو: "فمن جهة، وسعت الولاياتالمتحدة نطاق الرسوم الجمركية ضد الصين. وفرض الرسوم الجمركية لا يؤثر فقط على الصادرات، ولكن يخلق أيضا حالة من عدم اليقين ويثبط حماسة استثمارات الشركات". ومن جهة أخرى، اتخذت بكين إجراءات لتهدئة سوق العقارات، الأمر الذي يساهم حاليا بشكل أقل في نمو الناتج المحلي الإجمالي . يشار إلى أن الحرب التجارية الدائرة منذ أكثر من عام بين واشنطنوبكين تؤدي إلى تآكل ثقة الشركات وتقليص صادرات الصين. وكان فريقا التفاوض الأمريكي والصيني توصلا الأسبوع الماضي إلى اتفاق تجاري أولي يتضمن تأجيل واشنطن لفرض رسوم جمركية جديدة ، على أن تقوم بكين في النهاية بشراء منتجات زراعية أمريكية بقيمة 50 مليار دولار. ومع ذلك ، فإن الاتفاق لم يعتمد بعد بصورة رسمية.