حسام ووليد، شقيقان "توأم" بعمر الخامسة والعشرين، ساقهما القدر ليلقيا حتفهما بعد شجاعة كبيرة أظهراها بإنقاذ أم وطفليها من النيران، وذلك قبل لحظات قليلة من انفجار أسطوانة بوتاجاز في المنزل وهما في داخله بقرية "العزيزية" التابعة لدائرة مركز شرطة منيا القمح، بمحافظة الشرقية. تعود تفاصيل الواقعة لمساء الخميس قبل الماضي، عندما تلقى اللواء عاطف مهران، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من المقدم محمود مرسي، مأمور مركز شرطة منيا القمح، يفيد بورود بلاغًا بنشوب حريق في منزل بقرية "العزيزية"، التابعة لدائرة المركز. وعلى الفور، دفعت قوات الحماية المدنية بالشرقية، برئاسة العقيد محمد العادلي، مدير الحماية المدنية، ب 3 سيارات إطفاء إلى موقع الحريق، تمكنت من السيطرة على النيران وإخمادها، وبالفحص تبين انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل المنزل، ما أسفر عن إصابة كلًا من: "حسام سلامة شلبي" 25 سنة، وشقيقه التوأم "وليد" بحروق بنسبة 70% بأنحاء متفرقة بالجسد. وتبين من التحريات الأولية وشهادة الشهود، أن صاحبة المنزل الذي شهد الانفجار، ربة منزل في منتصف العقد الثالث من العمر، خرجت تستغيث بأهل القرية فور نشوب النيران في أسطوانة البوتاجاز، وسط صراخها هي وطفليها اللذان كانا برفقتها وقت الحادث. وبعد جهود كبيرة، نجح الشابين في إخراج الأم وطفليها بعيدًا عن المنزل والنيران، إلا أنهما، وحال عودتهما لإطفاء الحريق انفجرت فيهما أسطوانة البوتاجاز لتتسبب في إصابات بالغة لكلٍ منهما وحروق بأنحاء متفرقة بالجسد. جرى نقل المصابين إلى مستشفى "ههيا" للحروق، حيث خضعا للفحوصات اللازم، قبل أن يتبين حاجتهما لدخول غرف العناية المركزة، نظرة لسوء حالتهما. من جانبه، زار الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، الشابين المصابين، حيث اطمأن من فريق المستشفى عن حالة كلٍ منهما، قبل أن يوجه بنقلهما إلى العناية المركزة بالمستشفى. وأشار وكيل وزارة الصحة بالشرقية، خلال الزيارة، إلى توفير أنه تم توفير غرف عناية فائقة والعلاج اللازم لكل حالة، موضحًا أن مثل هذه الدرجة من الحروق تحتاج عناية كبيرة، حيث وجه مدير مستشفى "ههيا" للحروق" بتوفير كافة أوجه الرعاية الطبية للمرضى. وبعد مُضي نحو 6 أيام على دخولهما المستشفى، لفظ "حسام" أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته، وذلك بعد جهود كبيرة لإبقائه على قيد الحياة، حيث جرى إبلاغ أسرته بنبأ الوفاة، ونقله إلى مسجد "صنيور"بالقرية، للصلاة عليه، قبل تشييعه إلى مثواه الأخير ودفنه بمقابر أسرته في جنازة شعبية كبيرة حضرها أغلب أهالي القرية. وفي اليوم التالي لوفاة "حسام" لفظ شقيقه التوأم "وليد" أنفاسه الأخيرة هو الآخر متأثرًا بحروقه، حيث جرى تشييعه إلى مثواه الأخير وسط جنازة شعبية كبيرة حضرها أهل قريته والقرى المجاورة، وسط دعوات كبيرة بأن يغفر الله لهما، خاصةً وأنهما حاولا إنقاذ أم وطفليها من الموت وذهبت حياتهما فداءً لذلك.