على مدار 34 عاما ، ظل الرقم القياسي الذي حققته ماريتا كوتش عداءة ألمانياالشرقية السابقة في سباق 400 متر (60ر47 ثانية) في السادس من تشرين أول/أكتوبر 1985 صامدا أمام جميع المتنافسات وبدا وكأنه رقم من كوكب آخر يصعب الاقتراب منه. ولكن هذا الرقم أصبح قريب المنال وبدا مهددا بالتحطيم بعدما اقتربت البحرينية سلوى عيد ناصر بشكل كبير منه خلال سباق الأمس ضمن فعاليات بطولة العالم السابعة عشرة لألعاب القوى بالدوحة. وقبل أكثر من ثلاثة عقود ، حققت كوتش هذا الرقم القياسي في كانبيرا بأستراليا لكن يبدو أن هذا الرقم لن يصمد طويلا بعد الآن. ومنذ عام 2000 ، نجحت عداءتان فقط في كسر حاجز ال49 ثانية في هذا السباق وهما أنا جيفارا في 2003 وسانيا ريتشاردز روس في 2006 . ولكن مثلما حدث في سباقي 1500 متر وعشرة آلاف متر حيث تم تحسين الرقم القياسي لكليهما في السنوات القليلة الماضية ، أصبح رقم كوتش مهددا بالتحطيم للمرة الأولى منذ عقود. وأصبحت سلوى عيد ناصر ثالث أسرع عداءة في تاريخ هذا السباق حيث قطعت المسافة مساء أمس الخميس في 14ر48 ثانية كما أصبحت شاوني ميلر أويبو من جزر الباهاما خامس أسرع عداءة في تاريخ السباق بعما احتلت المركز الثاني أمس بزمن بلغ 37ر48 ثانية ليكون إنجازا حقيقيا لها أيضا. وقالت سلوى ناصر : "الرقم القياسي العالمي ؟ حسنا ، كل شيء ممكن". وقالت ميلر أويبو : "بالتأكيد لن أقول لا. اقتربت للغاية من الرقم القياسي العالمي ، واعتقد أننا من الممكن أن نحطمه في غضون بعض الوقت. ما زال بعيدا بعض الشيء ، لكنني اعتقد أنه في المتناول". وربما يثور التساؤل عما إذا كانت سلوى ناصر هي صاحبة أفضل رقم في السباق خاصة وأنها تأتي ثالثة في تاريخ السباق خلف اثنتين فقط حققتا أرقامهما في حقب انتشرت فيها فضائح المنشطات وهما كوتش والتشيكوسلوفاكية يارميلا كراتشيفيلوفا (99ر47 ثانية) في 1983 . وولدت سلوى ناصر /21 عاما/ في نيجيريا لأم من نيجيريا وأب بحريني ، ودخلت في منافسة قوية مع ميلر أويبو على وتحسن رقمها في كل عام. وقالت ناصر : "وقتما أركض مع هذه العداءة السريعة (ميلر أويبو) ، أسجل دائما أرقاما مميزة. خوض هذا السباق يحفزني كثيرا. أتمنى مواصلة التحسن وهدف القادم هو الأولمبياد". وكانت سلوى ناصر حصدت الميدالية الفضية لهذا السباق في مونديال 2017 بلندن والذي شهد حصول ميلر أويبو على المركز الرابع. وشهد سباق الأمس إنجازا حقيقيا حيث كسرت جميع العداءات صاحبات المراكز الخمسة الأولى في السباق حاجز ال50 ثانية وهو ما لم يحدث من قبل ما يعني مزيدا من الإثارة قبل دورة الألعاب الأولمبية القادمة (طوكيو 2020) .