الألم القاسى غير المحتمل والذى يداهم الإنسان مستهدفا قلب منطقة الصدر والذى ينتشر بسرعة إلى الجهة اليسرى ليسرى فى الذراع اليسرى حتى الأصابع مصحوبا بصعوبة التنفس وسرعة دقات القلب وغزارة العرق. هو العلامة المميزة لما يعرف طبيا بالذبحة الصدرية.. الذبحة الصدرية تعلن عن عدم اكتفاء عضلة القلب بما يصلها من تيار الدم السيارى فتصرخ طالبة النجدة!.. هل يمكن أن تختلف تلك الصورة الكلاسيكية؟ تحدث الذبحة بالفعل وتعقبها الجلطة أو النوبة القلبية دون أن يشعر الإنسان أو يعانى هذا الألم المبرح؟ كيف إذن يمكن اكتشافها؟ نعم هذا ممكن. أن يتعرض الإنسان للنوبة القلبية دون أن يشعر بذلك الألم المبرح التقليدى ولا يمكن اكتشافها إلا بالصدفة حينما يلجأ الإنسان لإجراء رسم قلب ربما لمجرد الاطمئنان أو خلال أحد الكشوف الدورية. يغيب الألم رغم حدوث النوبة القلبية أو يأتى فى صورة لا تلفت النظر فربما ظنها الإنسان عسر هضم أو تقلصا فى العضلات وينتهى أمره.. يحدث هذا لبعض ممن يتحملون الألم أكثر من غيرهم. ربما أيضا لأن الألم لا يأخذ الصورة التقليدية فى الانتشار. المصابون بمرض السكر من النوع الثانى غالبا ما يصابون بالنوبات القلبية نظرا لما يعانون من (اعتلال الأعصاب السكرى) وفيه تبدو الأعصاب أقل حساسية للألم. لذا فالكشوف الدورية لمريض السكر يجب أن تتضمن الكشف على القلب بغرض اكتشاف وجود أى قصور وارد فى عمل الشرايين التاجية. كذلك يجب أن تضم صورة بالصدى الصوتى لتقييم عمل عضلة القلب خاصة البطين الأيسر. الأعراض غير التقليدية للنوبة القلبية تظهر بصورة أكبر بين النساء وكبار السن من الجنسين. الإحساس بالضغط على الصدر والثقل غير المبرر فى منتصف الصدر انتشار الألم بصورة مختلفة للجهة اليمنى على سبيل المثال أو ألم فى الكفين أو الظهر. صعوبة التنفس، التداعى والضعف العام الغثيان والقىء والدوار. كلها أعراض قد يتجاهلها الإنسان فلا يتصور أن مصدرها القلب لكنها بلا شك نوبة قلبية تزحف بلا جلبة أو ضوضاء أو ألم مبرح يشير إليها ويلفت النظر. (من تقارير هارفارد)