توفى أبى عن واحد وستين عاما فجأة بلا أى مقدمات فقط كان يعانى من مرض السكر وكان أولى أنه يتوفى نتيجة أى من مضاعفاته. جاء فى تقرير الوفاة أنه توفى بالجلطة القلبية، وحينما سألت الأطباء شارحا أنه لم يكن يعانى من أى ألم بالصدر ولم يشكُ من الذبحة الصدرية كان الرد أن مريض السكر يمكن أن يعانى من تداعيات الذبحة الصدرية بلا أعراض أو ألم وبالتالى تمكنت الجلطة من التسبب فى وفاته أيضا دون ألم! هل هذا أمر ممكن وارد؟ ما السبب فى غياب الألم الذى يعلن عادة عن نقص الدم الواصل للقلب؟ أميرة سلامة يتعرض مريض السكر لبعض أمراض القلب بصورة أكبر من غيره عادة نتيجة لتغيرات عديدة تصاحب الارتفاع المزمن فى منسوب سكر الجلوكوز فى الدم والدور الذى يلعبه هورمون الإنسولين الذى يفرز البنكرياس لتنظيم العلاقة بين وجود الجلوكوز فى الدم ونسبته داخل خلايا وأنسجة الجسم المختلفة. بالفعل الألم هو أولى ما يلفت النظر إلى قلة سريان الدم فى شرايين القلب التاجية التى تغذى عضلة القلب بالدم والأكسجين. ألم الذبحة المعروف الذى يبدأ فى منتصف الصدر ويمتد إلى الكتف اليسرى والذراع اليسرى بطولها هو العلامة الفارقة التى تستوجب العلاجات الموسعة للشرايين. غياب هذا الألم عند مريض السكر قد يعود لتلف الأعصاب الناقلة لنبض الألم. الأمر فى الواقع لا يقف عند هذا الحد فتلف الأعصاب المنظمة لحركة القلب قد يحدث فيما لا يقل عن 30٪ من مرضى السكر المصابين بتلف الأعصاب الطرفية. يتغذى القلب بنوعين من الأعصاب اللا إرادية التى تعمل بتلقائية بعيدا عن تحكم الإنسان لتبطئ أو تسرع من نبض القلب وفقا لمنظومة عمله واحتياجاته. غالبا ما يتلف العصب الذى يبطئ القلب فى البداية لذا يسرع القلب حتى فى أوقات الراحة بلا لجام. تلف أعصاب القلب بلاشك يؤثر على عضلة القلب وكمية الدم التى يدمنها، الأمر الذى يؤثر أيضا على ضغط الدم عضلة القلب ذاتها تتأثر بالارتفاع المزمن فى سكر الدم، الأمر الذى يعرض المريض لهبوط القلب. تلف أعصاب القلب من النذر الوخيمة التى يجب تفاديها قبل حدوثها وغياب الألم بالفعل أحد المضاعفات الخطيرة التى تعجل بوفاة المريض.