كشفت وكالة "ناسا" عن ذوبان ما يقرب من 11 مليار طن من الجليد في القطب الشمالي، تلك الكارثة لا تخص فقط الدول المجاورة للقارة القطبية ولكنها تشكل قضية دولية تهدد سواحل ومدن عالمية بالغرق، وتعتبر هذه المشكلة من تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري. هذا ما جعل الأممالمتحدة أن تفرض حالة الطوارئ لمواجهة التغيرات المناخية، تلك الظاهرة التي أرجع العلماء أنها سببت في ازدياد الكوارث الطبيعية التي تضرب العالم مثل حريق الغابات وتزايد معدل الأمطار والفيضانات. أعلنت الأممالمتحدة قبيل افتتاح قمة المناخ في 23 سبتمبر الجاري أن 66 دولة وعدت بالالتزام بهدف تحييد أثر الكربون عن طريق خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45% خلال العقد المقبل ثم إلى مستوى صفري بحلول عام 2050. • ذوبان القطب الشمالي تبلغ مساحة القطب الشمالي 20 مليون كيلومتر مربع، ويعيش شمال الدائرة القطبية 4 ملايين شخص أغلبهم في روسيا، تلك المنطقة المهددة حاليا بزيادة ذوبان الجبال الجليدية بسبب تغير المناخ العالمي، ويعتبر هذا الأمر أحد التحديات الرئيسية التي تواجه البشرية، والتي تؤدي إلى عواقب اقتصادية واجتماعية بيئية في جميع أنحاء العالم. ومنذ عام 1980 وحتى وقتنا الحالي، تقلصت مساحة الجليد في القطب الشمالي نحو 40% من مساحتها الأصلية، ومع ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن الاحتباس الحراري، تواصل المناطق القطبية فقدان مساحة الجليد الخاص بها، وحسب الشبكة الأمريكية "cnn"، فإن حرارة القطب الشمالي ترتفع بمعدل أسرع مرتين من المعدل العالمي، مما يسبب ذوبان ضخم لجليد البحار. وفي العام الماضي، قال مدير مركز البيانات الوطني للثلج والجليد بولاية كولورادو الأميركية مارك سيريز -الذي كان يدرس القطب الشمالي منذ عام 1982- إن القطب الشمالي مر بدرجة حرارة لم يشهدها من قبل، يذكر أنه تم رصد المياه المفتوحة على بحر بيرينغ المتجمد عادة خالية من الجليد بحسب كبير علماء مركز البيانات "والت ماير" الذي أضاف أن حدوث هذا الأمر على جانبي القطب الشمالي في الوقت ذاته أمر غير عادي، مؤكدا أن "تغير المناخ هو الشيء المهيمن". وقد كشفت ناسا عن حجم الكارثة في القطب الشمالي التي نتج عنها ذوبان 11 مليار طن من الجليد خلال يوم واحد في أغسطس من العام الجاري؛ بسبب الاحتباس الحراري، كما أوضح موقع روسيا اليوم. • الأممالمتحدة تعلن حالة الطوارئ المناخية أعلنت الأممالمتحدة أنّ 66 دولة وعدت بالالتزام بهدف تحييد أثر الكربون بحلول العام 2050، كان ذلك قبل افتتاح القمة السابقة التي ناقشت بشكل أساسي احتواء ظاهرة الاحتباس الحراري وتحقيق أتفاق باريس بشأن تغيير المناخ. وتفرض حالة الطوارئ على الدول الآتي: - يتعين على قادة الحكومة والمالية والأعمال والمجتمع المدني بذل جهود أكبر لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. - الانتقال الأسرع للطاقة النظيفة، وتقديم خدمات لمستخدميها والتي يمكن الاعتماد عليها بأسعار معقولة لجميع المحتاجين إليها. - حظر الاختراقات في مجال النقل والصناعة والطاقة والزراعة واستخدام الأراضي، حيث إنه بإمكاننا الاستغناء عن استخدام الكربون. - طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من قادة الحكومة إعداد خطط ملموسة، فقد سألهم عن موعد التخلص من الفحم، ووضع حدا لإعانات الوقود الضارة، وتحويل الضرائب على الدخل إلى ضرائب على التلوث. - تحسين كفاءة استخدام الطاقة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والمساعدة في حماية جودة الهواء. - تلتزم الحكومات بوضع خطط وطنية تهدف إلى ضمان الوصول إلى التبريد للجميع بطريقة جيدة وخالية من التلوث.