قال المشرف على أروقة الجامع الأزهر الدكتور عبدالمنعم فؤاد إنه بالعلم النافع تُشيد الحضارات، وترتقي الأمم، وتُصنع الأمجاد، وبالتفقه في الدين يعبد الإنسان ربه على بصيرة، وليس عبثًا أن يكون أول ما نزل من القرآن " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)، فالقراءة رمز للكرامة. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالجامع الأزهر، والتي دار موضوعها عن" فضل العلم والعلماء". وأكد أنه لا يخفى على أحد أهميّة العلم في حياة الإنسانِ، إذ أنّه نور يُضيء ظُلمة الجهل، وهو أصل الأشياء ومفتاح تحرير العقول من الأوهام والقيود، مضيفا أن العلم يُعدّ مُحرّكًا لمسيرة النهضة وعجلة التغيير، ومُخلِّصًا من الفساد، وهو ركيزة كل عبادة؛ إذ لا يُمكن للعابد أن يتعبّد ويؤدّي شعائر دينه دون فهم وعلم، ولقد زادت حاجة الإنسان للعلم، وذلك لتسهيل حياته على هذه الأرض. وأضاف أن العلم هو إرث الأنبياء، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإنَّ العلماء ورثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذه، أخذ بحظٍّ وافِر". وتابع إنه يكفي في فضل العلم أن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا الازدياد من العلم فأمره به (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، كما أن الله -عزّ وجلّ- يرفع أصحاب العلم في دُنياهم وأُخراهم؛ حيثُ يرفعهم في دنياهم بين عباده لما قاموا به، ويرفعهم في الآخرة درجات لما قاموا به من دعوة إلى الله ودينه، فقد قال تعالى: (...يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، بالإضافة إلى أنه طريق يوصل إلى الجنة ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علم ، سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ".