استضافت القاهرة، اليوم الأحد، اجتماعا لوزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا لاستئناف المفاوضات الفنية "المتعثرة" بشأن سد النهضة. وقال مصدر مسئول ل«الشروق» إن الاجتماع استعرض خيارات ملء وتشغيل سد النهضة، بمشاركة الوزراء الثلاثة ومندوبين عن الجهات المعنية الأخرى. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد، خلال الدورة الثامنة لمؤتمر الشباب التي انعقدت أمس، التفاوض مع الخرطوموأديس أبابا للحفاظ على حقوق مصر في مياه النيل، والتوصل لاتفاق يحقق أقل ضرر يمكن لمصر تحمله. وقال وزير الموارد المائية والري، في تصريحات للصحفيين قبل أيام، إن مصر تأمل في التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، بعد المفاوضات التي استغرقت وقتا طويلا. وأوضح أن مصر سلمت إثيوبيا والسودان رؤيتها فيما يتعلق بأسلوب الملء والتشغيل في أثناء فترات الفيضان والجفاف وطبقًا لحالة الفيضان في إطار تعاوني، وبما يحقق أهداف أديس أبابا، وأهمها: التوليد المبكر للطاقة دون الإضرار الجسيم بالمصالح المصرية. وأكد الوزير انفتاح القاهرة للوصول لاتفاق في إطار تعاوني، مشيرا إلى أن التوافق في مصلحة الجميع بما يحقق هدف التنمية في إثيوبيا ولا يلحق أضرارا جسيمة لمصر. وشدد على أن 95% من الأراضي المصرية صحراء، وتعتمد على مياه النيل بنسبة 95%؛ لذا فالموارد المائية لديها حساسة لأية مشروعات أو أعمال غير سابقة التنسيق. وأوضح أن نقص حصة مصر من مياه النيل بنسبة 2% يؤدي إلى بوار حوالي 200 ألف فدان مما يساهم في زيادة الهجرة غير الشرعية. وقبل أيام، أطلع نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، السفير حمدي لوزا، سفراء الدول الأوروبية المعتمدين لدى القاهرة، على مستجدات المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي. وأعرب نائب وزير الخارجية عن عدم ارتياح مصر لطول أمد المفاوضات، مؤكدا أهمية سير المفاوضات بحسن نية في مناقشة المقترحات كافة، بما فيها الطرح المصري. وأوضح أن رفض ذلك يعني "الإصرار على فرض رؤية أحادية دون الاكتراث بمصالح الآخرين أو الاهتمام بتجنُّب الأضرار التي ستقع على دولتيّ المصب، وبالأخص مصر التي تعتمد على نهر النيل كشريان للحياة لشعبها".