دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قادة دول العالم إلى اتخاذ إجراءات أعظم للتصدي لتغير المناخ. ونقل المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة عن جوتيريش قوله إنه: على قادة العالم المشاركين في قمة الأممالمتحدة للعمل المناخي، خلال الشهر الجاري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك، أن يأتوا مسلَّحين "ليس بالخطب، بل بالخطط" اللازمة "لتحقيق تحييد الكربون وتقليل الانبعاثات وتحسين التكيف". وقد أطلق المسؤول الأرفع للأمم المتحدة هذا النداء خلال زيارته التفقدية لجزر البهاما، التي لا تزال تعاني من آثار ضربة إعصار دوريان. وتعمل وكالات الأممالمتحدة الآن على الأرض، لدعم جهود الإغاثة في جزيرتي أباكو وجراند باهاما الأكثر تضررا. وأعرب الأمين العام عن تضامن الأممالمتحدة مع حكومة وشعب دولة جزر البهاما، مشيرا إلى الدمار الذي خلفه الإعصار على بعض البُنى التحتية في المناطق المتضررة، قائلا إنه في بعض المناطق "تم تدمير أكثر من ثلاثة أرباع المباني، أو تحولت المستشفيات والمدارس إلى ركام". كما أشار الأمين العام إلى أن الآلاف سيظلون بحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى، وأن الكثيرين يواجهون حالة من عدم اليقين في المستقبل "بعد أن فقدوا كل شيء"، حسب تعبيره. وذكر الأمين العام، أن أزمة المناخ ولدت أعاصير وعواصف عنيفة، صارت "تحدث بكثافة وتواتر أكبر"، محذرا من أنه، "ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة سوف تزداد أزمة المناخ سوءا لتصبح "ضربة ثلاثية من الظلم"، وفقا لتعبيره. وعدد الأمين العام ثلاثة "تأثيرات ظالمة" أولها، إن أسوأ تأثير لأزمة المناخ سيقع على أقل البلدان التي تتسبب في انبعاث الغازات الدفيئة، وقال إن "جزر البهاما هي مثال جيد على ذلك". وثانيها، إن أفقر الناس وأضعفهم في تلك البلدان هم من سيعانون أكثر من غيرهم كما حدث لمجتمعات بعينها في جزر البهاما حسب وصفه. وأضاف الأمين العام: "ثالثا تسجن العواصف المتكررة البلدان في دائرة من الديون والكوارث". ورغم أن التكلفة المالية لإعصار دوريان لم يتم تحديدها بعد، إلا أن جوتيريش قدّر بأنها "ستكون بمليارات الدولارات" قائلا إنه لا يمكن أن يتوقع من جزر البهاما أن تسدد هذه الفاتورة وحدها. وأوضح أن هذه الكوارث الجديدة المرتبطة بالمناخ تتطلب استجابة واسعة ومتعددة الأطراف مذكرا بأنه "يجب أن نحقق الهدف المتمثل في تخصيص 100 مليار دولار سنويا من المصادر العامة والخاصة، لتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه في العالم النامي". وأضاف جوتيريش: "في حالات مثل جزر البهاما، أؤيد بشدة مقترحات تحويل الديون إلى استثمارات" في قدرة الدولة على الصمود. وكرر الأمين العام من عاصمة جزر البهاما أن "على المجتمع الدولي بأسره أن يعمل على معالجة أزمة المناخ" بزيادة الطموح وبتنفيذ اتفاقية باريس. كما ذكّر بأن العالم أمامه "أقل من 11 عاما لتجنب الاضطرابات المناخية التي لا يمكن إرجاعها" وأنه يجب علينا خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030 وتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2050 ". وأضاف جوتيريش: "ولهذا السبب أنا أطلب من جميع القادة أن يحضروا إلى قمة المناخ في نيويورك بالخطط، وليس بالخطب".