نهدف لتقوية علاقاتنا العربية.. والوصول إلى «زيرو مشاكل» مع دول الجوار.. وصرنا عامل تهدئة بين إيران وأمريكا الطائفية تتراجع والاندماج فى الشارع والمدارس يتزايد.. والتحدى الأكبر هو البطالة قال وزير الخارجية العراقى محمد على الحكيم: إن نيويورك سوف تشهد انعقاد قمة ثلاثية مصرية عراقية أردنية خلال أيام على هامش الدورة السنوية رقم 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى يفترض أن تبدأ فى 17 من سبتمبر الحالى بالاجتماعات التمهيدية والوزارية وتستمر حتى 24 من الشهر نفسه. وقال الحكيم خلال لقائه مجموعة من المفكرين والسفراء والكتاب والباحثين فى القاهرة مساء الإثنين الماضى: إن الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس العراقى برهم صالح والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى سيبحثون فى نيويورك تمتين العلاقات بينهم كمدخل لمزيد من التعاون العربى. وأضاف الحكيم خلال اللقاء الذى عقد بأحد فنادق وسط القاهرة أن العلاقة المصرية الأردنية العراقية، نواة لمشروع عربى قد يتوسع بضم دولة أو دولتين فى المستقبل، وهو مبنى على أسس اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية وسياسية خارجية، وأكد الحكيم على أهمية التعاون الاقتصادى بين الدول الثلاثة، مشيرا إلى الأنبوب النفطى من البصرة إلى العقبة، والذى سيتكلف مليارات الدولارات. وقال الحكيم الذى ترؤس بلاده الدورة الحالية للجامعة العربية أن علاقات مصر والعراق فى غاية الأهمية، لافتا النظر إلى أن أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء العراقى د. عادل عبدالمهدى بعد توليه مهام منصبه، قبل أقل من عام، كانت للقاهرة. وقبل هذه الزيارة التقى رؤساء أجهزة المخابرات فى البلدان الثلاثة، إضافة إلى اللقاءات المستمرة لوزراء الخارجية. وأضاف الحكيم أن هناك رغبة عراقية لتقوية الحاضنة العربية عبر مصر والأردن. ونركز أيضا على تمتين العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجى، ونقيم علاقات متوازنة مع السعودية والكويت، ولا نغفل المغرب العربى، واتخذنا موقف الحياد خلال الأزمة الخليجية الأخيرة. كما أكد الحكيم على رغبة العراق فى تقوية العلاقات مع دول الجوار بتفتيت المشكلات وتجزئتها، خصوصا فيما يتعلق بحل المشكلات الحدودية مع الكويتوإيران. لكنه لفت النظر أيضا إلى رفض بلاده لسياسة المحاور السياسية، كما قال إن بغداد تحفظت على بعض الأفكار الخاصة بحماية الملاحة فى الخليج، خوفا من وجود محور قد يضم إسرائيل. وقال الحكيم إن علاقتنا مع الاتحاد الأوروبى صارت جيدة جدا وينظرون للعراق بعد اندحار داعش باعتباره «قصة نجاح»، ولابد من دعمه. وأشاد الحكيم بسياسة الإصلاح الاقتصادى التى اتبعتها مصر أخيرا، قائلا إنها نموذج يحتذى، خصوصا أن هناك مشكلة بطالة كبيرة فى العراق، ووقعنا اتفاقا للشراكة مع القطاع الخاص لتوفير المزيد من فرص العمل، ونهدف إلى عدم الاعتماد فقط على تصدير النفط، باعتبار أن أسعاره شديدة التغير والتأرجح. وأشار الحكيم إلى أن النظام العراقى مبنى على توافق سياسى معقد، والتشكيلة الحكومية توافقية، هى فى السابق كانت مقسمة أفقيا على أسس طائفية، الآن هى مقسمة رأسيا على أسس سياسية، وصارت هناك كتلتان رئيسيتان، كل كتلة تضم سنة وشيعة وعربا وأكراد، والنقطة الأهم هى وجود علاقة جيدة جدا بين الرئيس د.برهم صالح ورئيس الوزراء د.عادل عبدالمهدى، لكن الحكومة الحالية ورثت نفس ميزانية حكومة د.حيدر العبادى، ومثلا ميزانية وزارة الخارجية أقل من ميزانية الوقف الشيعى أو السنى أو المسيحى!!. وقال الحكيم إن مظاهر الطائفية تراجعت والزواج المختلط بين الطوائف عاد، ولو دخلت مطعما فى أى مكان بالعراق، فلن تستطيع التفرقة بين السنى والشيعى أو العربى والكردى. وكذلك الاندماج بين كل الطوائف فى المدارس. لكنه لفت إلى وجود حساسية فى موقف العراق فيما يتعلق بالصراع الأمريكى الإيرانى. وكشف عن وجود 7 ملايين إيرانى يزورون العتبات المقدسة فى العراق. وأضاف الإيرانيون يقولون لنا: «نحن ساعدناكم فى دحر داعش، ونتوقع منكم أن تقفوا بجانبنا». والأمريكيون يقولون لنا: «نحن ساعدناكم فى التخلص من صدام ونتوقع أن تقفوا بجانبنا»!!. وبالتالى فقادتنا يسيرون على طريق صعب وغير معبد. لكن نحاول أن نؤثر إيجابيا، عبر طرق مختلفة منها نقل رسائل التهدئة. وقلنا للأمريكيين: «نحن نخشى وجود أى خطأ فى الحسابات قد يؤدى لانفجار كبير، خصوصا أننا لا نعرف حجم ومساحة المعركة وتوقيتها»، وبعد ذلك عرفنا أيضا أن البلدين لا يريدان الحرب، وأننا يمكننا أن نكون عامل دفع للتهدئة، وفعلنا ذلك بمساعدة دول أخرى مثل عمانوالكويت وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وصرنا قبلة لزيارات ومحطة لتبادل الآراء مما أعطانا قوة كبيرة، وصار لدينا اتصالات طيبة مع كل الدول العربية، وليس لدينا أعداء بالمنطقة. وأقر الحكيم فى إجابته على سؤال لوزير الخارجية السابق نبيل فهمى، بأن داعش هُزم عسكريا، لكن الفكر المتطرف لا يزال موجودا، والأهم أن هناك عوامل تشجع ذلك، مثل البطالة وبقايا داعش من الأطفال، والتخوف هو وجود نساء يؤمن بالفكر الداعشى، والأطفال الذين ولدوا فى المعسكرات بعد نهاية المعركة، ووجود مليون نازح بعد أن كانوا 4٫5 مليون نازح، ونواجه أيضا مشاكل اجتماعية مثل الأطفال من دون آباء الذين وجدناهم فى الفلوجة أو الموصل والمدن المتحررة من داعش، وكذلك الدواعش الذين ترفض بعض الدول الأوروبية تسلمهم. والحل هو مواجهة التطرف والعودة إلى الإسلام الوسطى وتقوية مؤسسة الأزهر الشريف. أضاف الحكيم أن الطائفية تراجعت كثيرا فى العراق و«مشكلة البصرة هى مشكلة الموصل» أى أنها اقتصادية اجتماعية وليست طائفية، صحيح أن الاستقطابات الطائفية موجودة، لكنها قلت إلى حد كبير. وردا على سؤال «الشروق» عن «الحشد الشعبى» قال الحكيم إن هناك مبالغات إعلامية كثيرة بهذا الصدد، وهناك خطوات ملموسة كثيرة لدمج الحشد الشعبى فى الجيش والشرطة النظامية.