مخاوف من كشف أسرار دفاعية بعد نشر ترامب صورة لمحاولة إيران إطلاق قمر صناعى

الرئيس الأمريكى: لدى الحق المطلق فى النشر.. مسئول دفاعى: الصورة كانت ضمن تقرير للمخابرات الأمريكية.. وطهران تتحدى: القمر الصناعى سليم
واشنطن تفرض عقوبات على ناقلة النفط الإيرانية وقبطانها.. وبومبيو: السفينة «أدريان داريا» تتجه إلى ميناء طرطوس بسوريا
نشر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس، على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر» صورة لما بدا أنه موقع لعملية إطلاق فاشلة لقمر صناعى إيرانى مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان ذلك قد كشف أسرار عمليات المراقبة والاستطلاع الأمريكية.
وأظهرت الصورة غير الملونة موقع الإطلاق فى مركز للفضاء بشمال إيران بما فى ذلك برج خدمات وقاذفة متنقلة وقد تعرضا للتدمير.
وأشار ترامب فى تغريدة له إلى الموقع المحدد لمكان الاطلاق، قائلا إن الولايات المتحدة ليست ضالعة فى «الحادث المأساوى أثناء الاستعدادات النهائية لإطلاق الصاروخ سفير فى موقع الاطلاق رقم واحد فى سمنان بإيران»، وتابع: «أطيب التمنيات لإيران وأتمنى لها التوفيق فى تحديد ما حدث فى الموقع رقم واحد»، وفقا لوكالة رويترز.
وفى حديثه للصحفيين فى البيت الأبيض فى وقت لاحق، دافع ترامب عن نشره للصورة وأكد مجددا أن الولايات المتحدة ليس لها علاقة بهذا الحادث.
وقال ترامب: «كانت لدينا صورة. قمت بنشرها وهو ما لدى الحق المطلق فى القيام به»، مضيفا أن الإيرانيين «كانوا سيطلقون صاروخا كبيرا ولم تسر الأمور بشكل جيد. لا علاقة لنا بذلك».
وتشير الظلال والانعكاسات على الصورة التى نشرها ترامب إلى أنها التقطت عن الصورة الأصلية بواسطة هاتف، ومن المفترض أن يكون ذلك حصل فى موقع آمن مثل البيت الأبيض وخصوصا قاعة الاجتماعات فيه المجهزة بعدة شاشات فيديو لاجتماعات الإحاطة.
وأبلغ مسئول دفاعى أمريكى شبكة (سى.إن.بى.سى) بأن الصورة التى بدت أنها لقطة من نسخة مادية لصورة القمر الصناعى تم تضمينها فى تقرير للمخابرات أمس الأول، فيما لم تعلق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بعد على المسألة.
وأثار نشر ترامب لهذه الصورة التى قد تكون مصنفة ضمن الأسرار الدفاعية، ضجة فى أوساط الاستخبارات الأمريكية.
وقال باتريك إدينجتون وهو محلل سابق لصور الأقمار الصناعية بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى.آى.إيه) إن الصورة التى بثها ترامب هى فيما يبدو صورة سرية التقطها قمر تجسس أمريكى.
وأضاف إدينجتون: «إذا نشر الرئيس ببساطة على تويتر صورة (حصل عليها) من إفادة سرية وجرى التقاطها عبر أكثر قدراتنا فى مجال الاستطلاع تقدما، فإن هذه من دون شك أخبار سارة لخصومنا».
وتابع: «وفى حين يحظى (ترامب) بسلطة رفع السرية عن أى وثيقة اتحادية، فإن تويتر ليس وسيلة شرعية.. للقيام بذلك».
وعلّقت العسكرية السابقة والخبيرة فى التصوير عبر الأقمار الصناعية أليسون بوتشيونى أن نشر الصورة «يبدو فى تعارض مع السياسة الأمريكية الخاصة بنشر مثل هذه البيانات». وتابعت الخبيرة العاملة فى جامعة ستانفورد: «لست واثقة من الهدف السياسى لنشر الصورة فى الظروف الحالية».
من جهتها، عرضت إيران قمرا صناعيا سليما بعد ساعات على تغريدة ترامب. وذكرت وكالات أنباء إيرانية أن الصحفيين شاهدوا القمر الصناعى ناهد 1 فى مختبر تابع للحكومة.
وأفادت وكالة أنباء مهر بأن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانى محمد جواد آذرى جهرمى حين سئل عن الانفجار الذى تسبب فى فشل الإطلاق أجاب قائلا إن وزارة الدفاع ستعلن التفاصيل. وأضاف: «لكن ما نعلمه أنه لا يزال يجرى تجهيز القمر ناهد 1 فى معهد أبحاث الفضاء الإيرانى».
وقال الوزير الإيرانى، فى وقت سابق، فى تغريدة مصحوبة بصورة يظهر فيها هو والقمر الصناعى «أنا وناهد 1 الآن. صباح الخير يا دونالد ترامب!».
وقال مسئول إيرانى لرويترز إن الصاروخ انفجر على منصة الاطلاق الخميس الماضى، ولكن وسائل الإعلام الإيرانية لم تنشر نبأ فشل عملية الإطلاق. وأفاد مسئول أمريكى أيضا بأن إيران فشلت فى إطلاق قمر صناعى.
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت إيران من إطلاق الصواريخ، وذلك خشية أن تمكن التكنولوجيا المستخدمة فى وضع الأقمار الصناعية فى المدار طهران من تطوير قدرات صاروخية باليستية تستخدم فى إطلاق رءوس حربية نووية. وتنفى طهران الاتهام الأمريكى بأن تلك الأنشطة ستار لتطوير صواريخ باليستية.
إلى ذلك، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس، ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا، وهى محور مواجهة بين طهران وواشنطن، على قائمتها السوداء وفرضت عقوبات على ربانها.
واحتجزت بريطانيا الناقلة، التى كان اسمها جريس 1، قبالة جبل طارق للاشتباه فى نقلها النفط إلى سوريا فى انتهاكات لعقوبات الاتحاد الأوروبى. وأطلقت سلطات جبل طارق سراحها فى منتصف الشهر الماضى بعدما قدمت إيران تأكيدات بأن شحنتها ليست متجهة إلى سوريا.
وقالت سيجال ماندلكر وكيلة وزارة الخزانة فى بيان إن «سفن مثل أدريان داريا 1 تمكن (فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى) من شحن ونقل كميات كبيرة من النفط، الذى يحاول إخفاءه وبيعه بصورة غير مشروعة لتمويل أنشطة النظام الخبيثة ونشر الإرهاب»، مضيفة أن «أى شخص يقدم الدعم لأدريان داريا 1 يجازف بتعرضه للعقوبات».
من جهته، ذكر وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أن واشنطن لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن الناقلة الإيرانية اتجهت إلى سوريا.
وقال بومبيو فى تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «لدينا معلومات ذات مصداقية تفيد بأن الناقلة.. اتجهت إلى طرطوس فى سوريا. آمل أن تغير مسارها»، مضيفا أنه «من الخطأ الجسيم الثقة بظريف»، مشيرا إلى وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف الذى أكد لبريطانيا أن الناقلة لن تبحر إلى سوريا.
وكان بومبيو قد صرح فى وقت سابق بأنه إذا توجهت الناقلة إلى سوريا، فإن واشنطن ستتخذ جميع الإجراءات المتسقة مع العقوبات.