قال الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، في تصريحات لبرنامج «8 الصبح» المذاع على فضائية «dmc»، صباح أمس الخميس إن مصر التي تحتل مرتبة متقدمة ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط بل على مستوى العالم كله في تصدير الموالح كالبرتقال واليوسفي والليمون، وهي من أهم الصادرات المصرية، موضحًا أنه كانت هناك منافسة مع إسبانيا في هذا المجال، لكننا تفوقنا عليها. وأشار موقع "فريش بلازا" المعني بتجارة المنتجات الطازجة حول العالم في تقرير له مارس الماضي، إلى صعود مصر ضمن قائمة أكبر المصدرين للبرتقال، وأن هذا الصعود يهدد مركز إسبانيا المهيمن على السوق الأوروبية. وتحدث "توم لينهير" - وهو ممثل لواحدة من كبار مستوردي الحمضيات في أوروبا، شركة فان أوجين الهولندية للحمضيات - إلى موقع فريش بلازا، عن أهمية مصر بالنسبة لهم، قائلاً: "كل عام يجب أن ننتظر لنرى ما الذي سيفعله الموسم المصري، ولأن إسبانيا كانت تعاني من سوء الأحوال الجوية، نتوقع أن تكتسب مصر الأهمية". - الصادرات بحسب الموقع واجه الموسم الإسباني تحديات، لا سيما بسبب النقص في الأحجام الكبيرة، لكن يبقى السؤال ما إذا كانت مصر تستطيع الاستفادة من ذلك. "توم" ليس متأكدًا تمامًا من هذا ويقول: "لا أعتقد أن مصر يمكنها تعويض السوق بالكميات الكبيرة التي تنتجها إسبانيا عادة، بالرغم من أنني أعتقد أنهم سيركزون على الأحجام الصغيرة". وفقًا لتقرير راديو فرنسا الدولي، قدرت صادرات هذا العام ب1.65 مليون طن، وهو ما يتطابق مع ما تعلنه تقارير وزارة الزراعة المصرية في إحصائياتها، وهو ما يعني زيادة كبيرة في الصادرات. وفي عام 2017، صدرت مصر أكثر من 662،000 ألف طن، وفقا لإحصاءات Trade Map، التابع لمركز التجارة الدولية ITC، وفي عامي 2014 و2013، تم تجاوز الرقم القياسي البالغ مليون طن، لكن الصادرات انخفضت في السنوات التالية. وتعد روسيا والمملكة العربية السعودية والصين، أكبر أسواق التصدير بالنسبة للمصدرين المصريين، إلا أنه كانت هناك زيادة داخل أوروبا لبضع سنوات على التوالي. في عام 2013، استورد الاتحاد الأوروبي برتقالا بنحو 99 مليون يورو، ليزداد بعد 4 سنوات إلى 147.5 مليون يورو، وتعتبر هولندا هي ميناء عبور للصادرات المصرية من الحمضيات، ومنذ عام 2014 تضاعف حجم الحمضيات المصرية التي تصل إلى أوروبا عبر الموانئ الهولندية، حيث وصل في العام 2014 إلى نحو 56 ألف طن من البرتقال المصري إلى الموانئ الهولندية، ليزيد إلى 115 ألف طن في العام 2017. - المساحة المزروعة في مصر لكي تنمو الصادرات بهذا الشكل، يجب أن يزداد الإنتاج، وفي عام 2017، كانت مساحة إنتاج البرتقال نحو 119،581 هكتارا، وبالمقارنة مع عام 2010، فقد زاد هذه الرقعة بنسبة 18%. في عام 2017، حصدت تلك المساحة أكثر من 3 ملايين طن من البرتقال، أي ضعف الكمية التي تم حصادها قبل 20 عامًا، والتي كانت تبلغ 1.5 مليون طن. للمقارنة: فقد حصدت إسبانيا أكثر من 3.3 مليون طن من البرتقال في نفس العام، وهذا يعادل زيادة قدرها 18% خلال 20 عامًا. - سعر الصرف وتكاليف العمالة يستفيد قطاع إنتاج الحمضيات المصري من مختلف القطاعات الأخرى، والتي تجعل من الحمضيات جذابة في السوق العالمية، وقد ساهمت المقاطعة الروسية للحمضيات الأوروبية، ثم التركية في زيادة فرص المصدرين المصريين. بالإضافة إلى ذلك، فإن تكاليف العمالة المنخفضة، وانخفاض قيمة الجنيه المصري، ساعدا في أن تصبح الحمضيات المصرية أكثر جاذبية في السوق العالمية، وأدى الانخفاض في قيمة العملة المصرية لأن تصبح الفاكهة أرخص نسبيًا، في أوروبا على سبيل المثال، فسعر الصرف في 31 ديسمبر 2018، كان 20.36 جنيه مصري لليورو الواحد، قبل هذا بعامين كان سعر صرف 8.50 جنيه مصري مقابل لليورو الواحد. وعن أهمية مصر المتزايدة في السوق الأوروبية، بحسب شركة فان أوجين: "تصبح البلاد أكثر أهمية كل عام، ويرجع ذلك جزئيًا، إلى أن الشركات في مصر تعمل باستمرار على تحسين منتجاتها وتعبئتها". يقول توم: "لسنا مولعين بالبرتقال السُري من مصر، فعادة ما يكون جافا جدا وليس لديها النكهة المناسبة، ونحرص أن يكون لبرتقالنا نكهة جيدة، ونحن نركز على هذا بشكل أساسي"، ولكن من ناحية أخرى عصير البرتقال من مصر جيد، من حيث اللون والنكهة. ويضيف: "مصر شريك جيد لها فيما يتعلق ببرتقال العصير والمينولاس (التانجيلو) في الوقت الحالي". مرفق: صورة رسم بياني لمؤشر الصعود والهبوط، اللون الأزرق يمثل مصر، واللون البرتقالي يمثل اسبانيا