في مثل هذا اليوم 7 أغسطس عام 1415، أُعدم أحد مفكري القرن الخامس عشر حرقًا بعد اتهامه بالهرطقة، وهو "يان يهوس" وأُحرقت كتبه معه للتخلص من الأفكار التي كان يبثها. يان يهوس، هو مصلح ومفكر تشيكي الجنسية، وتعرض للهجوم من الكنيسة الكاثوليكية نتيجة لدعواته الإصلاحية، واتهامه لها بالابتعاد عن الدين واستغلاله لتحقيق مكاسب مادية والسيطرة على الناس البسطاء، وتولى الدعوات الإصلاحية بعده الراهب مارتن لوثر، في القرن السادس عشر وأسس حركة الإصلاح البروتستانتية. وترصد «الشروق» في السطور التالية حالات أخرى تم إعدامهم حرقًا بالنار. يقول "ألبيرتو مانجويل" في كتابه "تاريخ القراءة"، إن الكنيسة كانت ذات سلطة قوية خلال فترة كبيرة من عمر أوروبا سميت بالعصور الوسطى، وكانت تهمة الهرطقة هي السائدة وقتها وحكمها الإعدام حرقًا، وهي تهمة تصب على كل من يخرج عن تعاليم العقيدة المسيحية كما حددتها الكنيسة، وكان أول شخص أُعدم حرقًا بتهمة الهرطقة كان عام 1022. وتم سن قانون رسمي يضع الهرطقة في مرتبة الجريمة التي تستحق الإعدام حرقًا عام 1231. يقول الكاتب عدنان الصباح في كتابه "الفكر وعي الفعل"، إن العالم "جيرنوا بورنوا" تعرض لاعتقال طويل دام 6 سنوات بأمر من الكنيسة، وتم إعدامه حرقًا عام 1600 بتهمة الهرطقة نتيجة لحديثه عن نظريات دوران الأرض. وروى الكاتب "زيفاكو ميشال" في كتابه "جان دارك قصة البطلة القديسة" حكاية الفتاة جان دارك الملقبة بعذراء أورليان التي تم إعدامها حرقًا بتهمة الزندقة "الهرطقة" عام 1431 وهي لازالت لم تبلغ عشرون عامًا. وفي عام 1538 أُعدم الباحث الإنجليزي ويليام تيندال بتهمة الهرطقة، بعد ترجمته الإنجيل إلى الإنجليزية ويعد من أوائل من وضعوا ترجمة إنجليزية مستمدة من نصوص عبرية ويونانية للإنجيل واستغل ظهور الطباعة لتوزيع أكبر أعداد من الإنجيل، وكانت النهاية بحبسه لمدة عام ثم شقنه وإحراقه. ومن ضحايا الإعداد حرقًا في هذا العصر المفكر "جيرولامو سافونارولا" الملقب حاليًا بخادم الرب، وتم إعدامه عام 1489 بعد مهاجمته لرجال الدين وسلطاتهم المبالغ فيها واتهامهم بالفساد الأخلاقي.