قصص من الجحيم.. الناجون من الموت يروون ل«الشروق» لحظات انفجار معهد الأورام

مع اقتراب الساعة ال12 ليلة أمس الأحد، تحول حي المنيل في قلب العاصمة، لقطعة من الجحيم بعدما شهد انفجارًا إرهابيًا مروعًا أمام معهد الأورام الطبي، الواقع على كورنيش النيل؛ ما أودى بحياة مواطنين أبرياء.
قبل وقوع الكارثة بلحظات كان هناك بعض المواطنين ممن حالفهم الحظ هربًا من الموت المحقق، بعدما حال بينهم وبين مكان الانفجار بضعة أمتار؛ هؤلاء الناجون من الموت يروون ل«الشروق» شهاداتهم وقت وقوع الكارثة.
محمود عكاشة، الطبيب في مستشفى قصر العيني، كان ضمن الناجين من الموت هو وأسرته، بعدما حال بينه وبين الانفجار لحظات قليلة كان يقف خلالها أعلى كوبري كلية الصيدلة قبل وصوله لطريق كورنيش النيل الرئيسي أمام المعهد، يقول: "نجوت أنا وأسرتي من الانفجار بأعجوبة؛ كنت أسير على كوبري كلية الصيدلية متوجهًا للمعهد وفجأة رأيت كتلة كبيرة من النيران أمام المعهد ثم ضرب انفجار عنيف المكان واهتزت سيارتي لكنا لم نصب بسوء".
ويضيف عكاشة: "قبل الانفجار استشعرت أنا وأسرتي رائحة جاز تفوح بشدة واعتقدت أنها من سيارتي ثم حدث الانفجار الذي رج أرجاء المنطقة بأكملها وانتشر الذعر بين الناس؛ بعدها أخذت السيارات في الهرب إلى الشوارع الجانبية وكانت تسير بشكل هيستيري وصل حد الاحتكاك وكانت النيران العظيمة تنتشر أمام المعهد، وقتها قالي لي أحد المارة إنها قنبلة".
رواية أخرى يرويها الزميل محمد عباس، الصحفي في جريدة الشروق، والذي تعرض لإصابات طفيفة إثر الحادث، فيقول: "طلبت مني شقيقتي توصيلها للمنزل بالسيارة وكنا نسير باتجاه موقع الانفجار قبل لحظات وكنا على وشك الموت هناك لولا أنها طلبت مني الترجل من السيارة لشراء بعض المستلزمات من أحد المحال وفور نزولي شعرت بهزة شديدة وصوت انفجار قوي ما أدى لتهشم زجاج المحل وسقوطي أرضًا وإصابتي بجروح قطعية".
وأضاف عباس، أنه بعد مرور 10 دقائق على الانفجار وصلت الحماية المدنية برفقة 20 سيارة إسعاف، لانتشال الجثث المتفحمة التي انتشرت على الطريق، والذي قال إنه كان من بينهم أطفال، لافتًا إلى محاولة المواطنين إخراج بعض الجثث من السيارات لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، بسبب التفحم الشديد وضيق المساحة، عوضًا عن تهشم وتفحم عشرات السيارات هناك.
وأوضح أنه بعد وقوع الحادثة بنصف ساعة أغلقت قوات الأمن الشوارع، وتلاحقت الروايات عن وجود عمل إرهابي متعمد، حيث تضررت المباني الواقعة على بعد 500 متر من الانفجار، وتهشمت واجهاتها الزجاجية تمامًا.
وكان بين الناجين من الموت الشاعر والصحفي المصري ياسر الزيات، الذي كتب على صفحته فيس بوك منشورات يروي خلالها لحظات الرعب التي شهدها وقت الانفجار، فيقول: "كنت متوجهًا للمنزل مترجلًا سيارة أجرة لكني سلكت طريقًا مختلفًا هذه المرة عن طريق معهد الأورام المعتاد ولولا ذلك ماكنت بقيت على قد الحياة، وخلال السير سمعت صوت شرارة ثم انفجار ضخم هز الأرجاء ثم وجدت نفسي أنا والسائق وسط حطام، لقد نجوت من الموت بأعجوبة".
يقع معهد الأورام في منطقة حيوية في قلب القاهرة، وهو يطل على شارع كورنيش النيل الرئيسي، وأمامه محطة انتظار أوتوبيس نقل عام، وإشارة مرورية رئيسية، تفصل بين تقاطع شارع قصر العيني مع كورنيش النيل وكوبري كلية الصيدلة المتجه ناحية المنيل.
وكانت وزارة الصحة المصرية أعلنت اليوم الاثنين عن ارتفاع عدد الضحايا ل20 شهيدًا، لم يتم التعرف على 4 منهم حتى الآن، فيما قالت وزارة الداخلية في بيان لها إن الانفجار نتج عن عمل إرهابي نتيجة تصادم سيارة محملة بالمتفجرات ب3 سيارات على كورنيش النيل، بينما كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها فى تنفيذ عملية إرهابية أعدت لها حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان المحظورة.
اقرأ أيضًا ..
«المبنى كله كان بيهتز».. شهود عيان يرون ل«الشروق» لحظات الرعب في حادث معهد الأورام الإرهابي