طردت السلطات الإسرائيلية، الأربعاء، عائلة فلسطينية من بيتها في حي سلوان بالقدسالشرقية بعد أكثر من عقدين من تداول القضية في أروقة المحاكم الإسرائيلية، التي حسمهتا لمصلحة جمعية استيطانية بحجة أن أجزاء من البيت بيعت للمستوطنين وربع البيت يعد أملاك غائبين. وكانت المحكمة المركزية في مدينة القدس قررت في 19 حزيران/يونيو الماضي نقل الجزء الأكبر من بيت عائلة صيام الى مستوطني "جمعية العاد الاستيطانية" وطرد المقيمين فيه بعد أن تم بيع نحو نصفه إلى مستوطنين. وحكمت المحكمة بمصادرة جزء آخر من المنزل معتبرة أنه من أملاك غائبين يقيمون حاليا في الأردن، وتسليم هذا الجزء إلى مستوطنين. وحددت المحكمة مهلة تنتهي في 28 تموز/يوليو لإخلاء المنزل الذي يقع على بعد عدة أمتار عن السور الجنوبي لباحة الاقصى في شارع وادي حلوة الذي يطلق عليه الإسرائيليون شارع مدينة داوود (عير دافيد) حيث تدعي إسرائيل أنه المكان الذي أسس فيه الملك داود عاصمته. وقالت إلهام صيام (53 عاما) لوكالة فرانس برس"حوالي الساعة 08,30 صباحا قرع باب دارنا. وعندما سألت أخي عن الطارق قالوا له من شركة المياه، لكن ما إن فتح الباب حتى دخل عشرات من رجال الشرطة والوحدات الخاصة والمستوطنين إلى البيت" . وأضافت "أيقظتنا الشرطة والمستوطنين بطريقة مرعبة. أخرجونا من البيت وبدأ مئات العمال يعملون في البيت. ألقوا الأثاث على أحد الأسطح ". واعتقلت الشرطة جواد صيام شقيق الهام وهو ناشط ورئيس مركز وادي حلوة للخدمات الاجتماعية في حي سلوان حيث يعيش مئات من المستوطنين وسط 55 ألف فلسطيني. وفي المنزل، كان مستوطنون يقومون بلحم صاج لوضع بوابة على الأرض لتفصلهم عن فرع آخر من عائلة صيام بقي في الربع الباقي من هذا البيت. قالت حاغيت اوفران من منظمة السلام الآن المناهضة للاستيطان إن "المستوطنين طردوا اليوم عائلة أخرى مع أربعة أولاد". وأضافت "نتحدث عن صراع استمر أكثر من 25 عاما في المحاكم في كل مرة يخسر فيها المستوطنون وهذه المرة اخذ المستوطنون أكثر مما أرادوا". - "اقتلعوا قلبي من جسدي" - وقالت إلهام وهي ترتجف "أكاد أختنق. بدأوا تغيير كل شيء في بيتي"، بينما صرح ابنها علي (20 عاما) "عندما أخرجونا من بيتنا اليوم شعرت انهم اقتلعوا قلبي من جسدي". يقول دانيال لوريا من جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية إن حي سلوان هو "جوهرة التاج" إذ إنه لا يبعد تبعد سوى عشرات الامتار عن الحي اليهودي وحائط المبكى (حائط البراق) والمسجد الاقصى. وكان جواد صيام صرح لفرانس برس قبل أيام أن "الحديث يجري عن بيت مساحته 120 مترا مربعا وقطعة أرض مساحتها 500 متر مربع"، موضحا أن "المحاكم بدأت (النظر في القضية) منذ 1991 بعد وفاة جدتي لأمي عندما قامت مجموعة من الأقرباء بتزييف بيع العقار بوضع بصمات جدتي المتوفاه". وتابع "بعد محاكمات اخرى خسر المستوطنون القضايا"، مشيرا إلى ان "اثنين من اقاربي الذي يعيشون في الولايات باعا حصصهما وقالا لي انه لا يوجد اي مشكلة للبيع لليهود في أمريكا إذ يجري التعامل بشكل عادي". وتستنزف المعارك القضائية التي تشنها الجمعيات الاستيطانية ضد المقدسيين سواء في سلوان او البلدة القديمة أو الشيخ جراح طاقات هؤلاء الذين تلاحقهم اوامر اخلاء بيوتهم مرة بحجة املاك غائبين ومرة بحجة ملك يهودي قديم ومرة بحجة بيع للمستوطنين. وقالت أوفران إن "المحاكم تكلف كثيرا ومعظم السكان لا يستطيعون الدفع" بينما بلغ "رصيد جمعية العاد لهذا العام مئة مليون شاقل (نحو 28 مليون دولار) ورصيدهم بالأملاك 375 مليون شاقل نحو (105 مليون دولار)". وأضافت أن "المحاكم تلاحق عائلة صيام لدفع مبالغ كبيرة للمستوطنين. جمعنا تبرعات لهم لكن محكمة أمرت بمصادرة ما جمعناه من تبرعات لأن عليهم دفع غرامات". - "73 بيتا" - تأسست جمعية العاد الاستيطانية -- اسمها اختصار لعبارة "نحو مدينة داوود" بالعبرية -- في 1986 بهدف تهويد القدسالشرقية واقامة حزام استيطاني يهودي حولها. وتستخدم الجمعية التي أسسها ديفيد بيري نائب رئيس وحدة المستعربين سابقا، .كافة الأساليب القانونية وغير القانونية للاستيلاء على البيوت والأراضي في حي سلوان، بما فيها "73 بيتا في سلوان أيضا (...) مهددة بالاخلاء بحجة ملكيتها ليهود قبل 1948"، حسب جواد صيام. وبموجب قانون أملاك الغائبين الذي اقرته اسرائيل في 1950، صادرت الدولة العبرية أملاك الفلسطينيين والعرب الذين كانوا غائبين في الأول من سبتمبر 1948 عن الأراضي الواقعة تحت سيادة دولة اسرائيل الناشئة حديثا. والقدس في صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس وضمته عام 1967 ثم أعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة ابدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.