سادت حالة من الاستياء والغضب الشديد بين أهالي قرى شرق وغرب النيل في أسيوط بسبب تكرار حوادث العبارات النهرية والتي كان آخرها أمس سقوط باب العبارة التي تربط بين مدينة البداري شرقا وبين قرية مجريس غربا، أثناء سيرها وسط النيل، بسبب سوء حالة العبارات النهرية وتكرار تعطلها. وأسفر الحادث عن وقوع حادث غرق ضباط وأفراد الشرطة بمركز البداري أثناء تنقلهم من شرق النيل إلى قرية المغربي لمعاينة وتمثيل حادث قتل سائق "توك توك"، مما اسفر حادث العبارة أن وفاة شرطي يدعي راوي ونيس ونجاه 3 آخرين من بينهم المقدم محمود بدوي رئيس مباحث البداري. وأكد عدد من موظفي مشروع العبارات النهرية بمواقع ابوتيج ومجريس والقوصية وديروط والحوطا بديروط، في محادثات ل"الشروق" عن سؤء حالة العبارات وتكرار تعطلها يوميا، وتعرض المواطنين للخطر وسط النيل، إضافة لسوء حالة مواقع ومراسي العبارات من الجانبين، مما يتسبب في تكرار وحدوث مشاجرات بينهم وبين المواطنين يوميا، موضحين أنهم يقومون بإرسال عدة شكاوى ومذكرات إلى مسئولي المشروع والمحافظ، إضافة إلي أنهم يتضررون من توقف عدد من العبارات التي تخدم المشروع بسبب تكرار الأعطال الفنية، مما يعرض المواطنين للخطر، كما تضمنت الشكاوى ضعف إيرادات المشروع بسبب تهالك المراسي وعدم قدرة السيارات على العبور بالعبارات. وفي السياق ذاته، قال مصدرمسئول بمشروع العبارات الذي رفض ذكر اسمه، إننا ننتظر كل يوم كارثة نيلية بسبب تعطل العبارات التابعة للمحافظة، وسوء حالة المعدات وعدم توافر موظفين، مما نتج عنه لجوء المواطنين الذين يستخدمون التنقل بالعبارات من شرق النيل إلى الغرب لاستخدام القوارب الشراعية اليدوية واللنشات الغير مرخصة، والتي يقوم أصحابها بتحميل أكثر من 25 راكبا، في الوقت الذي تستغرق الحمولة الأصلية بها 10 ركاب فقط. وأاضاف المصدر أن غياب المتابعة من شرطة المسطحات المائية والمحافظة عن متابعة مشروع العبارات واللنشات أسفر عن وجود أكثر من 500 لنش وقارب ممن تعمل بمواتير دون تراخيص في نقل الركاب والبضائع بنطاق محافظة أسيوط. من جانبه، قال مصدر مسئول بوزارة الري عن إعداد تقرير بمعرفة وزارة الري والمحافظة، بالتنسيق مع الإدارات الهندسية بالوحدات المحلية التابعة للمحافظة ومديريات الزراعة والري والإسكان عن سؤء حالة 85 كوبري وعدد 8 مواقع مخصصة للمعديات النهرية بمراكز المحافظة المختلفة، ممن تستخدم في الربط بين الشرق والغرب على ترع قرى ومدن المحافظة من بينها ابوتيج وديروط والقوصية والمعابدة ومنفلوط ومجريس. من جهة أخرى، قال المهندس محمد عبدالجليل النجار، سكرتير عام محافظة أسيوط، في تصريحات خاصة، إن حوادث العبارات النهرية تنتج عن عدم توافر الحماية المدنية ووسائل الإنقاذ، بالإضافة إلى سوء سلوكيات المواطن، مشيرا 39 وحدة في أسيوط، منهم 14 عبارة و25 أتوبيسا موزعين على 10 مواقع كلهم مرخصين برخص سارية. من جانبه، قال اللواء جمال نور الدين، محافظ سيوط، إنه قرر تشكيل لجنة فنية من مهندسين وفنيين بكلية الهندسة وشركة الترسانه النيلية التابعة لهيئة قناة السويس، لتحديث وصيانة العبارات والقطع النهرية التابعة لمشروع العبارات النهرية بالمحافظة، وذلك بالتنسيق مع شركات القناة للترسانة النيلية المخصصة في تصنيع العبارات والقاطرات النهرية، موضحا أنه قرر منع شراء أية عبارات جديدة، والاكتفاء بتصليح المعطلة. وأكد محافظ أسيوط أنه عند تولية شئون المحافظة خلال الأشهر الماضية طلب ملف العبارات النهرية، وتبين أنه متهالك ويحتاج تطويره لوقت طويل بسبب تفشي الفساد والمخالفات بالمشروع، مشيرا إلى أنه رفض اقتراح تكهين عبارات تصلح للاستخدام، ولا تحتاج سوى صيانة بمبلغ 500 ألف جنيه بينما ثمن العبارة يزيد على 7 ملايين جنيه.