المعرض أشبه بالمتحف ويطرح أسئلة حول تلقى الجمهور للفن التشكيلى تحتضن قاعات مركز التحرير الثقافى بمقر الجامعة الأمريكية بوسط البلد معرض (على الجانب الآخر من النيل) للفنون البصرية والذى انطلقت فاعلياته 11 يونيو الحالى بمشاركة 11 فنانا مصريا؛ فقد شارك فى المعرض الفنانون «أحمد الشاعر»، «أحمد ناجى»، «أحمد شوقى حسن»، «إيمان الشقيرى»، «مريم فريد»، «سيد واكد»، «مهرى خليل»، «مريم خليل»، «علاء عبدالحميد»، «لينا أسامة»، «مصطفى البنا» وتعرض أعمالهم فى قاعات عرض «مارجو فيون»، «فيوتشر»، «ليجاسى»، «ماريوت»، «هوارد». أقيم المعرض الذى تزامن مع بينالى القاهرة للاستفادة من نشاط البينالى فى الترويج للسياحة الفنية فى مصر، والبينالى هو معرض يقام كل عامين ويشمل جميع أنواع الفنون البصرية وينظمه قطاع الفنون التشكيلية. وهدف المعرض الذى يأتى اسمه فى إشارة إلى بينالى القاهرة المقام بمنطقة الزمالك أى على الجانب الآخر من النيل من منطقة وسط البلد إلى التركيز على جيل الشباب من الفنانين على تنوع توجهاتهم الفنية وإعطائهم الفرصة لعرض أعمالهم دون تقييد. يقول «محمود حمدى» المسئول الفنى للمعرض إن اللانمطية هى السمة الرئيسية لهذا المعرض حيث إنه لا يفرض موضوعا محددا على الفنانين المشاركين لكنه معنى بدعوة كل فنان بشخصيته الفنية الخاصة فى إطار من الحرية الفكرية بحسب حمدى. ويشير «حمدى» إلى أهمية إقامة معارض تضم أعمال الفنانين الشباب مؤكدا على أن الفنانين المشاركين فى بينالى القاهرة عام 2010 مثلا أصبحوا مؤثرين فى الحركة الفنية فى مصر حاليا بعد الصدى الذى حققه البينالى فى دورته ال 12 منذ 8 أعوام. يتميز معرض «على الجانب الاخر من النيل» بقاعات عرض ذات مساحات كبيرة مجهزة بإمكانيات حديثة تجعل المعرض أقرب ما يكون إلى العرض المتحفى وبحسب حمدى فإنه معرض متطلع لأفكار مستقبلية فى الفن. وللوقوف على كواليس عدد من الأعمال الفنية المقدمة والنظر عن كثب إلى شخصية كل فنان كان للشروق حوارا مع بعض الفنانين المشاركين. يقول «أحمد شوقى» المشارك بعملين أحدهما تصوير فوتوغرافى والآخر تجهيز فى الفراغ إن الفوتوغرافيا المقدمة هى ضمن مشروع بحثى طويل الأمد يحاول تعريف العلاقة بين العمل الفنى ومكان عرضه وتأثير كليهما على الآخر وعلى الفنان صاحب العمل، وكذلك التساؤل حول تأثير حضور بعض الأجسام مثل طفايات الحريق وأجهزة الأمن الصناعى على استقبال الجمهور للعمل الفنى فى مكان العرض. يذكر «شوقى» أن العمل الذى أطلق عليه «عمل فنى هش لا تلمسه» والذى استغرق مدة عمل نحو 6 أشهر يهدف بالأساس إلى خلق نقاش بينهو بين الجمهور عن طريق إثارة التساؤلات نفسها التى يبحث لها الفنان عن إجابات. تقول «لينا أسامة» مصورة وإحدى الفنانات المشاركات إن العمل المكون من 6 لوحات تصوير زيتى هو نتاج تجربة شخصية خالصة هى وفاة والدتها. يدور العمل حول وصف مفهوم الأسرة المعاصرة ووصف قدسية الأمومة وجمالها النابع من ارتجاليتها. يشكك العمل فى مصداقية الرباط الأبدى للزواج الذى قد يختل بموت الأم وتأثير هذا الحدث على التوازن الاجتماعى داخل الأسرة. يظهر فى لوحات «لينا أسامة» تأثرا بالتراث والانطباع التاريخى خاصة الفرعونى. وتستخدم «لينا» خامات مختلفة فى اللوحة الواحدة مثل الأكليرك، الزيت، الفحم، ورق الذهب. كما تخلط بين التصويرو الطباعة فى بعض الأحيان. يوضح «أحمد ناجى» صاحب مشروع «هذا ليس ما تريد منا أن نفكر فيه، لكنه يبدو ما تريدنا أن نفكرفيه» وهو تركيب فيديو من سبع قنوات أنه جزء من سلسلة مشاريع فنية تدور حول النظام العالمى الحالى. تعرض سبع قنوات فيديو شظايا من عوالم مختلفة تمثل الطبيعة الإنسانية فى أى منطقة فى العالم مثل (العراك، الخطاب السياسى، الرقص الشرقى). يقول ناجى إن ناجى يهدف إلى عكس المزاج السياسى العالمى حاليا والذى يتميز بتصاعد الأصوات المختلفة وتداخلها على الرغم من استقلالية كل صوت عن الآخر كما فى مقاطع الفيديو. مضيفا أنه حاول تجسيد الاستراتيجيات المغلقة للاستهلاك والتبعية التى يدار وفقها العالم بحسب ناجى. عبرت الفنانة «مريم خليل» (فنانة بصرية) عن سعادتها بردود الأفعال الإيجابية التى تلقتها حول مشاركتها فى المعرض قائلة: «الناس كلها قدرت تتلامس مع العملو يؤثر فيهاو دة اللى بتمناه دائماو ده اللى حصل فعلا». تشارك مريم بكجموعة لوحات تصوير زيتى تحمل عنوان « بقايا الشىء تسرد قصتة». تعمل «خليل» على فكرة تصوير عناصر شديدة العادية مثل ( طيق، ضفيرة، مقص، جواب) على لكن كلا منها قادرا على اثارة قصة ما حوله لدى المتلقى. تقول «مهرى خليل» عن مشروعها المشارك فى « على الجانب الاخر من النيل» أنها حاولت استخدام التكعيبية التى درستها فى (فلورانسايطاليا) فى التعبير عن عناصر الثقافة المصرية مثل (عربة الترمس، طبلة، عود) مضيفة أنها تحاول دائما المزج بين الثقافة الفنية الأوروبيةو المصريةو تمثيل الهوية المصرية فى معظم أعمالها. ترى «مهرى» أن الإلهام هو معنى حقيقىو ليس خياليا حيث تجد نفسها فى فترات قادرة على امتصاص كل ما تراهو التعبير عنه بصورة ما من خلال عمل جديد.