ثارت حالة من الغضب في أنحاء إسرائيل، مساء أمس الأربعاء، احتجاجا على مقتل شاب إسرائيلي من أصول إثيوبية على يد شرطي خارج الخدمة، رميا بالرصاص في حيفا. وتسببت الاحتجاجات التي نشبت عقب دفن الشاب سولومون تاكا البالغ من العمر 18 عاما، في إصابة ما لا يقل عن 147 شخصا، بينهم 111 من الشرطة، وفقا لخدمات الطوارئ الإسرائيلية. ووفقا لتقديرات وسائل إعلام إسرائيلية فقد شارك في الاحتجاجات نحو 60 ألف من الإسرائيليين من أصل إثيوبي وأنصارهم، تم اعتقال 136 شخصا منهم. وفي ضوء ذلك، ترصد «الشروق» في التقرير التالي، أبرز المعلومات حول الإسرائيلين من أصل أثيوبي أو ما يطلق عليهم «الفلاشا». * من هم؟ يهود الفلاشا هم يهود إثيوبيين اعتنقوا المسيحية عنوة في القرنين ال18 وال19 الميلادي، قبل أن يتم تهجيرهم من أثيوبيا إلى إسرائيل سراً في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، وقدر عددهم خلال العام 2018 بحوالي 140 ألفا، من ضمنهم أكثر من خمسين ألف من مواليد إسرائيل، ويمثل يهود الفلاشا المعروفون ب«بيتا إسرائيل» أي جماعة إسرائيل، 2% من التعداد السكاني للكيان الصهيوني. ومنذ تهجيرهم، لا يتمتع يهود الفلاشا بنفس حقوق التعليم والوظائف، في المجتمع الإسرائيلي حديث التشكل، الذي يعاني من عنصرية عرقية ودينية حادة. * بداية تهجيرهم بدأت عمليات تهجير يهود الفلاشا إلى إسرائيل في بداية الثمانينات، تحديدا مع تصاعد حاجة إسرائيل إلى المهاجرين لزيادة كثافتها السكانية، فبدأت الوكالة اليهودية في تنفيذ عمليات لتهجير اليهود من اثيوبيا في الاعوام ما بين أعوام 1984 و1991 بموجب قانون العودة الذي يضمن منح الجنسية الاسرائيلية لجميع اليهود، الا ان هذا القانون لا يسري على الفلاشا. * معاناة الإعتراف وإعاة التهويد لم تعترف إسرائيل بيهود الفلاشا كمواطنين شرعيين حتى وقت متأخر، حيث شككت الحاخامية الكبرى، في يهوديتهم، ورفضت الإعتراف بهم ك«يهود شرعيين»، ما أدى إلى حرمانهم من كثير من الحقوق في مجالات الزواج وأداء الصلوات. وبعد معاناة دامت لأعوام، اعترفت بهم السلطات الدينية الإسرائيلية، حينما أصدر الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لحركة «شاس»، فتوى تجيز اعتبارهم يهوداً الخضوع لطقوس «إعادة التهويد». * عنصرية وتمييز ويتركز يهود الفلاشا في إسرائيل في أحياء فقيرة ومهملة ومدن من الصفيح على أطراف المدن القائمة، كما هي الحال في مدينتي الخضيرة والعفولة، كما يتسمون بارتفاع معدلات البطالة، وفقدان جزء كبير من الخدمات التي تتمتع بها المدن الإسرائيلية. ومنذ هجرتهم إلى إسرائيل قبل ما يزيد على 30 عاما، يجد يهود الفلاشا صعوبة في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، مما يتعرض له معظمهم من العنصرية والتمييز الطبقي المستمر، حيث انطلقت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات ضد العنصرية والتمييز، وأيضاً للمطالبة بالسماح لأفراد عائلاتهم بالانضمام إليهم. ويرى قادة أحزاب إسرائيلية، بأن ما يتعرض له يهود الفلاشا يؤكد تفشي العنصرية في إسرائيل، التي سعت إلى استقدامهم وأهملت استيعابهم، واتهموا الشرطة باستخدام القوة المفرطة ضدهم، وفقا لمقال الكاتب والباحث الفلسطيني، نبيل السهلي بصحيفة «الحياة».