تشهد إسرائيل العديد من التظاهرات التي يقوم بها اليهود الشرقيون للاحتجاج على التمييز العنصري ضدهم والذي يشمل كل مناحي الحياة من تعليم وصحة وسكن ووظائف يعاني اليهود الشرقيون في إسرائيل الذين ينحدرون من أصول إفريقية وآسيوية والذين تصل نسبتهم إلى 36 في المئة من إجمالي سكان إسرائيل اليهود، من التمييز العنصري ضدهم سواء في مجالات التعليم والاقتصاد والمؤسسات الإسرائيلية الاستراتيجية والجيش. وعادت قضية التمييز العنصري ضد اليهود الشرقيين في إسرائيل إلى الواجهة من جديد بعد مقتل إثيوبي برصاص الشرطة الإسرائيلية، بعد قيام شرطي، قبل أسبوعين، بإطلاق النار على شاب إثيوبي الأصل، يدعى يهودا بيادغا، مما أدى إلى مقتله، بعد أن لاحظ أنه يركض صوبه حاملًا سكينًا، قبل أن يتبين أن الشاب يعاني إعاقة ذهنية. عائلة الشاب المقتول تشير إلى أن الشرطي لم يفكر مرتين لأنه رأى شابا إثيوبيا، فقد كان بالإمكان التعامل مع الأمر بشكل آخر وتجنب قتله، في إشارة إلى التمييز الذي يمارس بحق أبناء الأصول الإثيوبية. وأعلن آلاف الإسرائيليين من ذوي الأصول الإثيوبية الذين يصل عددهم، ويمثلون 2 في المئة من مجموع اليهود في إسرائيل، عائلة الشاب المقتول تشير إلى أن الشرطي لم يفكر مرتين لأنه رأى شابا إثيوبيا، فقد كان بالإمكان التعامل مع الأمر بشكل آخر وتجنب قتله، في إشارة إلى التمييز الذي يمارس بحق أبناء الأصول الإثيوبية. وأعلن آلاف الإسرائيليين من ذوي الأصول الإثيوبية الذين يصل عددهم، ويمثلون 2 في المئة من مجموع اليهود في إسرائيل، عن المشاركة في تظاهرات حاشدة اليوم الأربعاء، احتجاجًا على العنف الذي يمارس بحقهم. «صلاة المستوطنين وذبح القرابين».. أحدث حلقات الاعتداءات على الأقصى مصادر على صلة بتنظيم التظاهرات أكدت أن الجالية الإثيوبية مضطرة مجددًا للخروج في تظاهرات للتعبير عن حالة الاحتقان التي تسود أبناءها عقب واقعة مقتل الشاب، حيث لا يتعلق الأمر بواقعة الشاب فحسب، ولكنها تتعلق بالمجتمع الإسرائيلي كله، حيث إن عنف الشرطة يطول الجميع، بحسب موقع "واللا". ويقود تلك التظاهرات ما يطلق عليها "يهود الفلاشا" أو "الفلاش مورا"، وهم يهود بيتا إسرائيل (يهود الحبشة)، ومعظمهم حاليا من أصول إثيوبية، وهي السلالة التي تحولت إلى النصرانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، سواء كان ذلك التنصر طوعا أم إكراها. وهذه الجماعة هاجرت إلى إسرائيل بموجب قانون الهجرة، إلا أن هناك من بينهم معارضين، ومعظمهم علمانيون. يهود الفلاشا في إسرائيل يتركزون في أحياء فقيرة ومهملة ومدن من الصفيح، كما هي الحال في مدينتي الخضيرة والعفولة، ونظرا لاضطهادهم تتزايد نسبة المعتقلين منهم بتهم جنائية لتصل إلى 40 في المئة، خصوصا بين الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة والأمية. التمييز ضد اليهود الشرقيين ومن بينهم الفلاشا، يرجع إلى أن مراكز القوى في إسرائيل، سواء في المؤسسة العسكرية أو النظام السياسي، تمت السيطرة عليها وتسييرها من جانب يهود الغرب، على اعتبار أنهم بناة الدولة اليهودية الأوائل. ويشكل العامل الاقتصادي والتعليمي دليلا كبيرا على التمييز ضد اليهود الشرقيين، حيث يمنع الطلاب اليهود من أصول شرقية من التحصيل التعليمي العالي مقارنة بالطلاب من أصول غربية، كما يعانون من تمييز آخر، فمن الصعوبة بمكان أن يكون صاحب القرار في المؤسسة التنفيذية، أي رئيس الوزراء، من أصول شرقية. هل تسقط فلسطين عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة؟ والفلاشا، إلى جانب اليهود الشرقيين عموما، دائما ما يرفعون أصواتهم ضد التمييز العنصري الذي يتعرضون له في إسرائيل، وسبق مقتل الإثيوبي المعاق حوادث عنصرية عدة منها الاعتداء على جندي من أصل إثيوبي، وكذلك، قيام أحد المراكز الطبية الإسرائيلية برمي دم تبرعت به نائبة من أصل إثيوبي في الكنيست، في القمامة، وفقا ل"سكاي نيوز". ويرى قادة أحزاب إسرائيلية، أن ما يتعرض له الفلاشا يؤكد تفشي العنصرية في إسرائيل التي سعت إلى استقدامهم وأهملت استيعابهم، وأنهم يتفهمون احتجاجهم في تل أبيب والقدس، واتهموا الشرطة باستخدام القوة المفرطة ضدهم. زعماء اليهود الفلاشا يرون أيضا أن تظاهراتهم الدورية ضرورية بغية تغير أحوالهم المعيشية، فإسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة في كثير من الأحيان، بحسب "الحياة". «الحرب على الإرهاب».. إسرائيل تقتل زوارها لأسباب خفية عنصرية إسرائيل تلاحق "الفلاشا" في ميادين العمل والتأمين الصحي والتعليم، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث طرحت في إسرائيل قبل أكثر من عقدين قضية رفض تبرع اليهود الفلاشا بالدم، الأمر الذي يؤكد عنصرية إسرائيل المتفاقمة ضد اليهود الشرقيين، خاصة يهود الفلاشا الذين تعتبرهم دراسات كثيرة من غير اليهود أصلا.