وصلت دراسة حديثة نشرتها مجلة «Nature» العلمية، إلى أن نسيج القدمين، وهو الجلد الكثيف الذى يتشكل طبيعيا عندما يمشى أحد حافيا، تطور لحماية القدمين وتوفير للمشى المريح الذى ربما لا توفره الأحذية. ووفقا للدراسة يغير ارتداء الأحذية الطريقة التى نسير بها، نتيجة لضعف إحساسنا بالأرض تحت أقدامنا، وهو ما قد يؤدى فى النهاية إلى إحداث الضرر بأجسامنا، بل إن الأحذية أدت بالفعل إلى إزالة الحساسية من أقدامنا، وبمرور الوقت أدى ذلك إلى تغيير كبير فى الخطوة الإنسانية. قام عالم الأنثروبولوجيا نيكولاس هولوكا، من جامعة هارفارد، وفريق من الباحثين من الولاياتالمتحدةوألمانياوكينيا، بمقارنة الحماية التى توفرها الأحذية للقدم، بالوسيلة الطبيعية القديمة. ودرس الباحثون مجموعات بشرية متطابقة وراثيا، فى كل من أفريقيا وأمريكا، حيث سافر الفريق البحثى الذى ضم أعضاء من جامعة هارفارد، جامعة كيمنتس للتكنولوجيا فى ألمانيا، وجامعة موى فى كينيا، وجامعة أديس أبابا فى إثيوبيا، إلى غرب كينيا بالقرب من مدينة إلدورات، ليجمعوا بيانات أفراد المجموعة العرقية كالينجين والتى تشتهر بالسيطرة على سباقات المسافات الطويلة فى جميع أنحاء العالم. يقول هولوكا: «يستطيع نسيج الجلد المتراكم حماية أقدامنا، وهو ما يستطيع الحذاء فعله أيضا، ولكن الحذاء لا يسمح لنا بالشعور بالأرض»، وذلك بالرغم من أن كثافة طبقة الجلد أسفل القدم قد تقلل من حساسية القدم، ولكنهم وجدوا أن النسيج الجلد لدى الأشخاص حفاة الأقدام عادة لا يقلل من شعورهم باللمس. ويعنى هذا أن هناك فوائد للأقدام المكشوفة مقابل المغطاة الأحذية، فالأشخاص الذين يشعرون بالأرض من تحتهم هم أقل عرضة للسقوط، وبإمكانهم المحافظة على توازنهم على الأسطح غير المستوية. ويشير هولوكا إلى أن الأحذية غير المبطنة، وذات النعل الخفيف، تساعد للأشخاص الذين يعانون من مرض السكرى أو الاعتلال العصبى المحيطى، فى تنشيط حساسية أقدامهم. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، اتجه بعض الناس للجرى حفاة الأقدام، فى محاوله منهم للحصول على بعض الفوائد الصحية، من الطريقة التى تضرب بها أقدامهم الأرض، إلا أن النتائج لم تكن دوما على المستوى المأمول، عندما تعلق الأمر بتجنب الإصابات. لا تتعلق الأقدام العارية فقط بمن يمشون على الأرض، فعادة ما يبحث سائقو سيارات السباق المحترفين، عن أحذية ذات نعل خفيف، ليس لحاجتهم للشعور بالأرض، بل ليشعروا بالدواسات والاهتزازات من سياراتهم. وينفى قائد الدراسة، أستاذ البيولوجيا التطورية البشرية بجامعة هارفارد، دانييل ليبرمان أن تكون دراستهم لانتقاد الأحذية ويقول: «أنا لا أقول للناس يجب ألا ترتدوا الأحذية»، مشيرا إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث حول كيفية تغيير الأحذية لأجسامنا وعاداتنا وما تخلينا عنه عندما بدأنا فى ارتداء الأحذية.