أكد الفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، على توافر الإرادة السياسية الحقيقية لدفع عجلة التنمية بمصر، مشددًا على متابعة الرئيس عبدالفتاح السيسي وتوجيهاته لتعميق التصنيع المحلي ونقل وتوطين التكنولوجيا بالتعاون المشترك والشراكة الحقيقية مع الخبرات العالمية. جاء هذا على هامش مشاركته بالمنتدى العربي الألماني، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال من الجانبين. وفي إطار حصاد أنشطة الفريق عبد المنعم التراس بالمانيا، تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين الهيئة العربية للتصنيع وشركة "الوايلر" الألمانية وشركة "الوايلر الفريد" للطلمبات (شريك الشركة في مصر) لإنتاج المضخات عالية الكفاءة، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العربية للتصنيع وشركة Aqseptence Group GmbH وشركة أولاد فريد حسين في مجال إمدادات المياه ومعالجة المياه. وجرى توقيع اتفاقية تعاون بين الهيئة العربية للتصنيع وشركة Oddesse Pumpen- und Motorenfabrik GmbH الألمانية وشركة الوايلر الفريد للطلمبات في مجال المضخات عالية الكفاءة، بالإضافة إلى توقيع خطاب نوايا للتعاون بين الهيئة العربية للتصنيع وشركة DMG MORI لشراء أدوات وآلات من الشركة الألمانية، واتفاقية تدريب الكوادر المصرية على استخدام هذه الآلة. وقال التراس، إن مشاركة الوفد الوزاري المصري ومجموعة من كبار رجال الأعمال والصناعة المصريين في هذا المنتدى مهمة جدا، مشيرا إلى أن تلك المشاركة جاءت من أهمية مصر الحالية على الساحة الدولية، مشبها وضع مصر وأهميتها بوضع ألمانيا لدي الاتحاد الأوروبي كما هو الحال بالنسبة لوضع مصر بالنسبة للقارة الإفريقية، وعليه فعندما يتلاقي البلدان مصر وألمانيا فإنك بذلك تفتح الباب للقارتين الإفريقية والأوروبية معا. وأشاد التراس، بالتجربة التنموية الألمانية والتي تمثل نموذجا يحتذي به حيث استطاعت تحقيق معجزة صناعية، مشيرا أن كبرى الشركات الألمانية العالمية أبدت تطلعها للتعاون والشراكة الحقيقية وضخ المزيد من الإستثمارات بمصر. وأوضح التراس، أنه "هناك إقبال من قبل الشركات العالمية من كافة دول العالم للاستثمار بالسوق المصري، لأنهم يعرفون جيدًا أن مصر بوابة للعالم العربي والإفريقية، فضلا عن اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوروبي ستسمح بتصدير المنتجات لأوروبا بالمواصفات العالمية". وأضاف التراس، أن "مصر الآن تتوجه نحو تطوير الصناعة من خلال نقلة حقيقية تواكب العصر والتي لن تتحقق سوي بالتعاون وتبادل الخبرات مع دولة صناعية كبري مثل ألمانيا، خاصة وأن الشركات الألمانية شركات عملاقة تتسيد الأسواق في أوروبا وتمتاز بالدقة المتناهية". وأضاف: "كان ضروريا التعاون مع الجانب الألمانى والاستفادة منه والتعلم منه ونقل التكنولوجيا الحديثة لكونه شريكا قويا قادرا على تطوير الصناعة المصرية مستندا على أدوات وإمكانات وخبرات مهمة وضخمة وفعالة". وأوضح التراس أن تطوير الصناعة في مصر والتصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا إليها من الدول المتقدمة وتدريب العمالة والمهندسين وتوطين هذه التكنولوجيا أمر ضروري للغاية، مشيرا إلى أن موافقة دول صناعية متقدمة على نقل التكنولوجيات المتقدمة الحرجة الخاصة بها لمصر يعد انجازا حقيقيا ونقلة كبيرة في العلاقات بين البلدين، بعد أن كانت هذه التكنولوجيا في الماضي حكرا علي الدول الصناعية الكبرى فقط. وأشار أن شركة "دي ام جي موري" الألمانية عندما تقرر فتح بابها وتوفير كامل إمكاناتها للتعاون مع مصر، من خلال الهيئة العربية للتصنيع فهو حدث كبير ومهم جدا؛ لأن شركة بهذا الحجم من الضخامة والأهمية تصنع الصناعة بالتأكيد آمر مهم سيعود بالفائدة على تطور الصناعة المصرية. وأضاف التراس أن رئيس مجلس إدارة شركة "دي ام جي موري" الألمانية قرر تطوير وتحويل أحد مصانع الهيئة العربية للتصنيع نحو الرقمنة الكاملة واستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة في التشغيل، وهو الحدث الأول من نوعه لتشغيل أحد المصانع المصرية بنظام الرقمنة الكاملة ليواكب الثورة الصناعية الرابعة. وأوضح أن هذا التطوير سيكون منحة مجانية من شركة "دي ام جي موري" الألمانية. وأشار أن الشركة الألمانية ستقوم بإنشاء مركز متميز بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع للتدريب الفني علي ماكينات "السي إن سي" استعدادا لمشاركة مصر في منافسات كأس العالم الصناعي "للسي إن سي"، وهي منافسات بين الدول الصناعية الكبري في ماكينات "السي إن سي" والتصنيع ويعقد علي مستوي العالم كل أربع سنوات وسيعقد هذا العام في أكتوبر المقبل بمدينة كازان الروسية. وأضاف أنه من المقرر أن تشارك مصر للمرة الأولى في تاريخها في الدورة بعد المقبلة في عام 2023، وهو دليل على أن القيادة السياسية في مصر نجحت في تغيير النظرة السلبية لعدد من دول العالم تجاه مصر وتحولها الي نظرة إيجابية مما دفع معظم دول العالم للمشاركة والتعاون مع مصر. ومن جانب آخر، أشاد كبار المسئولين بالحكومة الألمانية ورجال الأعمال الألمان بالتعاون مع مصر وبالاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين المصري والألماني وهو ما يؤكد النظرة الإيجابية التي يبديها الجانب الألماني نحو مصر كفرصة يجب علي البلدين استغلالها لتطوير الصناعة خاصة مع التنمية الحالية بمصر في مجالات الاستثمارات والتصنيع. وأشاد الجانب الألماني بالجهود العظيمة والقيادية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي أدت إلي النهضة والتطور المصري الحالي المستقر خاصة علي المستوي الاقتصادي وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا للعالم وبشكل خاص لألمانيا.