خامنئى: الحوار مع واشنطن خدعة.. وبومبيو: طهران أكبر ممول للإرهاب وخطر على العالم.. ولافروف: نسعى لحوار بين أمريكاوإيران أعلنت إيران، أمس، أنها ستسرع من تخصيب اليورانيوم بعد أن تنتهى اليوم الخميس مهلة ممنوحة للدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووى الإيرانى لعام 2015. وقال بهروز كمالوندى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن «مهلة المنظمة الدولية للطاقة الذرية لتخطى حد 300 كيلوجرام فى إنتاج اليورانيوم المخصب ستنتهى اليوم الخميس... وبانتهاء هذه المهلة سيتسارع التخصيب»، وفقا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية. وكان كمالوندى ذكر، فى وقت سابق، أن طهران ستزيد من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات جديدة، «بناء على حاجة البلاد». ولفت إلى أن نسبة التخصيب ستزيد عن 20 فى المائة، وذلك من أجل «استخدامه فى المفاعلات المحلية». وتابع أن «هناك وقت أمام الدول الأوروبية للمساعدة فى حماية إيران من عقوبات أمريكا لكنها بحاجة للتحرك لا الكلام». وأعلنت إيران فى الثامن من مايو الماضى، أنها لم تعد تعتبر نفسها «ملزمة» بالتقيد بمخزونات المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب، وهى القيود التى تمت الموافقة عليها فى إطار الاتفاق النووى المبرم عام 2015، المعروف رسميا باسم «خطة العمل المشترك الشامل». ومنحت طهران الأوروبيين والصين وروسيا الموقعين على الاتفاق النووى مهلة 60 يوما من أجل «إنقاذ الاتفاق»، أو اللحاق بالولاياتالمتحدة فى الانسحاب من الاتفاق. من جهته، أكد المرشد الأعلى فى إيران، على خامنئى، أمس، أن بلاده لن ترضخ للضغوط التى تمارسها الولاياتالمتحدة عبر فرض عقوبات على خلفية برنامجها النووى، وذلك بعد ساعات من توقيع واشنطن عقوبات جديدة تشمل خامنئى ومكتبه. ونقل التلفزيون الإيرانى عن خامنئى قوله: «لن تؤثر ضغوط الأعداء الظالمة مهما تزايدت، لأن الشعب الإيرانى يسعى لتحقيق الاستقلال والتقدم والكرامة». وأضاف خامنئى: «عندما تقول وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن تركيع إيران فإنما يعود ذلك إلى 40 عاما من حركة الشعب الإيرانى، ولا يعود لضغوط شهر أو ستة أشهر أو القضايا التى طرأت أخيرا». واعتبر خامنئى أن المقترح الأمريكى للحوار مجرد خدعة، مؤكدا أن الأمة الإيرانية لن تتراجع أمام العقوبات الجائرة والإهانات الأمريكية. من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، أمس، إن بلاده تبقى الباب مفتوحا للحوار مع إيران، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن بلاده تعمل للحفاظ على أسعار النفط، خلال التوترات التى تمر بها المنطقة. وأوضح بومبيو مؤتمر صحفى مع نظيره الهندى: «فيما يتعلق بإيران، نريد أن نبقى الحوار مفتوحا للأسباب التى تطرقنا إليها، لكننا نعرف أن إيران هى أكبر ممول للإرهاب». وأشار وزير الخارجية الأمريكى، إلى أن إيران لا تشكل تهديدا فقط لمنطقة الشرق الاوسط، وإنما للعالم أجمع». وتابع: «نعرف أن الهند عانت من الإرهاب، لذا لدينا مفهوم مشترك بشأن التهديدات، ونعمل أيضا لتحقيق هدف مشترك هو الحفاظ على أسعار النفط». وفى موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، أمس، أن موسكو ستحاول جاهدة إقناع كل من الولاياتالمتحدةوإيران ببدء الحوار لحل الأزمة بين البلدين. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الإماراتى، عبدالله بن زايد آل نهيان: «تحدثنا بالطبع عن الوضع فى الخليج. نحن مهتمون بخفض التوتر، وتخفيف حدة التصعيد فى هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية فى العالم». وأضاف لافروف قائلا: «سنقنع كلا من زملائنا الإيرانيين وزملائنا الأمريكيين بأنه يجب الابتعاد عن هذه السمة الخطيرة، هذا يعنى وضع حد لسياسة الإنذار والعقوبات والابتزاز». كما شدد لافروف على أن الحوار حول إيجاد حل للوضع فى الخليج يجب أن يكون قائما على الاحترام المتبادل وليس تحت وطأة العقوبات الأمريكية. إلى ذلك، ذكر نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف أن موسكو تدرس إمكانية تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الخبراء الروس العاملين فى محطة بوشهر الكهرذرية الإيرانية، وذلك على خلفية تصاعد التوتر فى المنطقة. وأوضح ريابكوف فى مقابلة مع وكالة «نوفوستى» الروسية أن «هذه المسألة يجرى النظر فيها، وهى بلا شك فى دائرة اهتمام المعنيين»، لكنه امتنع عن كشف تفاصيل الإجراءات التى يتم اتخاذها. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، احتجاز امرأة فى وزارة النفط بتهمة التجسس لدى شركة أوروبية. وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» نقلت عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى، على شمخانى، الأسبوع الماضى، قوله إن طهران اعتقلت العديد من عملاء المخابرات المركزية الأمريكية (سى.آى.إيه) بعد تبادل معلومات استخباراتية مع حلفائها. وتصاعد التوتر الشديد بين واشنطنوطهران، أخيرا، على خلفية إسقاط إيران طائرة أمريكية دون طيار الأسبوع الماضى، فضلا عن مخاوف بشأن مستقبل الاتفاق النووى الايرانى الذى بات مهددا منذ أن انسحبت منه الولاياتالمتحدة من جانب واحد عام 2018.