قد لا يعني التخلي عن الأشياء الاستهانة بقيمتها إنما الحفاظ على تلك القيمة، وهذا ما حدث مع جمهورية نامبيا -أكثر الدول حفاظًا على التنوع البيولوجي لديها وفق نصوص دستورها- إذ أجبرتها موجة الجفاف الأكثر فتكًا على بيع نحو 1000 حيوان بري، بينهم فيلة وزرافات، في مزاد علني. تأتي هذه الخطوة عقب إعلان نامبيا عن "كارثة وطنية" في البلاد، التي تشهد منذ ما يزيد على شهر أكبر موجة جفاف في تاريخ محميات ال"كيب تاون" على مدار القرن الماضي. وبحسب تصريحات رسمية للمتحدث باسم وزارة البيئة في نامبيا، روميو مويوندا، كان هذا الإجراء "اضطراري"؛ حفاظًا على تلك الحيوانات من النفوق؛ لوقوعها في المناطق الأشد تأثرًا بالجفاف، فضلًا عن رغبة بلاده في حصد نحو 1.1 مليون دولار قد تسهم في تعزيز تدابير مكافحة هذه الموجة العارمة. وبحسب تصريحات مويوندا لموقع "konbini" الفرنسي حول بلاده المنكوبة، فإن نامبيا قد تضطر إلى الاستمرار في بيع أنواع مختلف من الحيوانات في بعض المناطق؛ لتمويل الحفاظ على الحياة البرية في مناطق أخرى تحتمل ذلك، وإلا ستفقد نامبيا تلك الحيوانات جراء تدهور ظروف الرعي. وأعلن مجلس الوزراء الناميبي عن أن المزاد العلني الذي أجرته الحكومة الأسبوع الجاري شمل حوالي 1000 حيوان برّي، بينهم 150 فيلًا ونحو 60 زرافة، و65 من الظباء البرية. وأكد مجلس الوزراء أن الأموال المزمع حصدها من هذا المزاد والمقدرة بنحو 1.1 مليون دولار، ستذهب إلى الصندوق الائتماني لحفظ الحياة البرية في البلاد، كما جدد رئيس الوزراء الناميبي، سارا كوجونجيلوا، النداء العاجل للجهات الدولية للمساهمة في نجدة بلاده الواقعة في الجنوب الإفريقي؛ لأن سبل عيش غالبية الناميبيين -لاسيما أولئك الذين يعتمدون على الأنشطة الزراعية- "أصبحت مهددة".