أكد أول تقرير للمؤشر العالمى لريادة الأعمال بمصر أن أكثر من 13٪ من المصريين البالغين إما مشاركون فى محاولة لبدء الشركات الخاصة بهم أو يملكون شركات أقل من ثلاث سنوات ونصف السنة من العمر. ووصف التقرير أداء مصر على مستوى التعليم والتدريب، والبحث، والتطوير ونقل التكنولوجيا إلى الشركات الجديدة والنامية بأن مستواه «ضعيف». وجاءت مصر فى المركز الحادى عشر على مؤشر ريادة الأعمال Entrepreneurship Monitor Global لعام 2008، الذى يقيس دور التعليم والبحوث والسياسات فى دعم وتطور ريادة الأعمال فى ظل الاقتصاد العالمى فى 43 دولة. التقرير يعد أول دراسة شاملة لقياس مستوى العمل الحر وريادة الأعمال فى مصر، وتم إعلانه أمس خلال فعاليات مؤتمر المجلس العالمى للمشروعات الصغيرة والذى عقد تحت عنوان دور التعليم والبحوث والسياسات فى دعم وتطور ريادية الأعمال فى ظل الاقتصاد العالمى. وتبعا للتقرير، الذى أعدت استقصاءاته شركة «إيه سى نيلسن» لأبحاث السوق، هناك نحو 3 ملايين شخص فى مصر يحاولون بدء الشركات الخاصة بهم، ونحو مليونين يملكون شركات حديثة العهد (أقل من ثلاث سنوات ونصف السنة). ويهيمن الشباب على ريادة الأعمال فى مصر، حيث إن اعلى نسبة لمعدل ريادة الأعمال توجد بشكل خاص بين الفئة العمرية ما بين 25 و34 سنة، بحسب استقصاءات التقرير. وشمل التقرير استقصاءات على عينة من البالغين على مستوى الجمهورية بلغت أكثر من 2600 مصرى (1864 سنة) فى صيف عام 2008. وخلص تقرير نلسن إلى أن نحو 60٪ من أصحاب المشروعات فى مراحلها الأولى يبدءون نشاطهم بأقل من 50000 جنيه ويعتمدون فى ذلك إلى حد كبير على مواردهم الخاصة، وان أعلى نسبة لمعدل ريادة الأعمال من ذوى الدخل الذى يتراوح من 1501 إلى 2000 جنيه، والذين يقيمون فى القاهرة. «الكثير من أصحاب المشروعات الصغيرة يعتمدون على التمويل الذاتى بسبب الدافع الدينى وعدم رغبتهم فى الاعتماد على تمويل بنكى به شبهة ربوية أو الرغبة فى استثمار مدخرات الأسرة أو بسبب صعوبة توفير التمويل البنكى من الأساس»، كما أوضح فؤاد ثابت رئيس اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية. وأضاف ثابت أن البنوك توفر القروض للشباب بفوائد مرتفعة تتراوح بين 14% و18% وبضمانات يصعب على اصحاب المشروعات الصغيرة توفيرها. «المشكلة أن البنوك لا ترغب فى تمويل شركات تحت التأسيس وتشترط أن تكون حققت أداء جيدا على مستوى عام أو اثنين حتى تقدم القرض» تبعا للجزايرلى، مؤكدا أهمية توفير آلية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحديثة، لان هذا الحجم من المشروعات يعد الدعامة الأساسية للاقتصاد. ولكن رواد الأعمال فى مصر يواجهون مشكلات جوهرية فيما يتعلق بالتعليم الذى يتلقونه، تبعا للتقرير، حيث إن أصحاب المشروعات فى المرحلة المبكرة لم يقوموا بالحصول على أية دورات فى مجال ريادة الأعمال كجزء من تعليمهم، أو شاركوا فى أى تدريب متخصص لتنمية القدرات فى مجال العمل الحر وريادة الأعمال. ووصف التقرير مستوى الابتكار فى المنتجات ب«المنخفض» بالمقارنة مع البلدان الأخرى. إلا أنه أشار إلى أن الغالبية العظمى من رواد الأعمال لديهم الحافز لانتهاز الفرص والطموح لتحقيق النمو. «التعليم فى مصر يقوم على التلقين ولا يدرب الطالب على الابتكار وأخذ المبادرة وهو ما يتسبب فى انخفاض نسبة مبادرات الأعمال بين الشباب، تبعا لما قاله أشرف الجزايرلى عضو مجلس إدارة جمعية شباب الأعمال، وأحد المشاركين فى المبادرة الخاصة بإدراج مصر فى المؤشر العالمى. وأشار الجزايرلى إلى ان نسبة كبيرة من مشروعات الشباب تقوم على تكرار نفس نموذج التجارب الناجحة بحذافيره مما يتسبب فى فشل الكثير من هذه المشروعات.