- مسؤولان إيرانيان: تلقينا رسالة تحذير من الرئيس الأمريكى ودعوة لمحادثات عبر سلطنة عمان.. والرد بيد خامنئى - موسكو تتهم واشنطن بدفع الوضع مع إيران إلى شفا الحرب.. وفرنسا تدعو إلى وقف التصعيد العسكري في الخليج ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب وافق على شن ضربات على أهداف إيرانية ردا على إسقاط طائرة استطلاع أمريكية دون طيار قيمتها 130 مليون دولار، لكنه تراجع عن التنفيذ. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار بالإدارة الأمريكية شاركوا في المناقشات أو اطلعوا عليها قولهم إن "ترامب وافق في البداية على ضرب بضعة أهداف كأجهزة رادار وبطاريات صواريخ"، مشيرة إلى أنه "كان من المقرر تنفيذ الضربات قبيل فجر اليوم لتقليل الخطر على العسكريين أو على المدنيين". ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قوله إن "الطائرات كانت محلقة والسفن كانت في مواقعها، لكن لم تنطلق أية صواريخ عندما صدر لها أمر بالمغادرة. وقالت الصحيفة إن قرار الرجوع المفاجئ أوقف ما كان سيصبح ثالث عمل عسكري لترامب ضد أهداف في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه ضرب مرتين أهدافا في سوريا في عامى 2017 و2018. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه "من غير الواضح ما إذا كان قرار شن هجمات على إيران ما زال قائما، وأنه من غير المعروف هل ألغيت الضربات بسبب رجوع ترامب عن رأيه أم نتيجة قلق الإدارة الأمريكية من أمور تتعلق باللوجيستيات أو الاستراتيجية. كما لفتت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض ومسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" رفضوا الإدلاء بأي تعليق على التقرير. وكتب ترامب في تغريدة على حسابه بموقع التدوينتا القصيرة "تويتر، أمس الخميس، إن "إيران ارتكبت خطأ كبيرا". ثم عاد وقال إنه "من الصعب أن صدق أن الأمر كان متعمدا، أعتقد أن من فعل ذلك قد يكون شخصا غبيا". فى غضون ذلك، كشف مسؤول في البنتاجون لمجلة "نيوزويك" الأمريكية أن قوات الولاياتالمتحدة في المنطقة، بما فيها الطراد USS Leyte Gulf المزود بصواريخ مجنحة، وضعت في حالة التأهب لمدة 72 ساعة، وتم إيقاظ العسكريين في الساعة الثانية من ليلة الجمعة بالتوقيت المحلي، وكان من المقرر أصلا أن تنفذ الضربات في غضون ساعة، لكن لم يحدث شيء، وبقيت خطة الهجوم معتمدة حتى الساعة 3:30 من صباح الجمعة. وأكد المسؤول أن بين الأهداف التي كان من المقرر ضربها منظومة صاروخية أرض-جو من طراز "إس-125 نيفا/ بيتشورا" سوفيتية الصنع، يعتقد البنتاجون أنها هي التي أسقطت الطائرة المسيرة الأمريكية، رغم إعلان الحرس الثوري الإيراني عن استخدام منظومة "خرداد" محلية الصنع في العملية. وذكر مسؤول آخر في وزارة الدفاع لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن قائمة الأهداف التي أعدها البنتاجون شملت رادارات وبطاريات صواريخ. فى غضون ذلك، قال مسؤولان إيرانيان، إن طهران تلقت رسالة من ترامب عبر سلطنة عمان، ليل الخميس للتحذير من هجوم أمريكي وشيك على إيران. وذكر أحد المسؤولين لوكالة رويترز، طالبا عدم ذكر اسمه، أن ترامب قال في رسالته إنه ضد أي حرب مع إيران ويريد إجراء محادثات مع طهران بشأن عدد من القضايا. حدد فترة زمنية قصيرة للحصول على ردنا لكن رد إيران الفوري هو أن القرار بيد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في هذه المسألة". وقال المسؤول الثاني: "أوضحنا أن الزعيم الأعلى يعارض أي محادثات لكن الرسالة ستنقل إليه ليتخذ القرار... ومع ذلك أبلغنا المسؤول العماني أن أي هجوم على إيران ستكون له عواقب إقليمية ودولية". فى سياق متصل، نشرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" خريطة لمسار الطائرة المسيرة التى إسقطتها إيران وإحداثيات تحركاتها، قائلة إنها تظهر استهداف طهران لها في المياه الدولية وليس داخل إيران، وذلك ردا على اتهام إيران بأن الطائرة كانت قد "انتهكت المجال الجوي الإيراني" ويوضح الرسم البياني موقع الطائرة على خارطة مضيق هرمز الذي تمر منه خمس شحنات النفط العالمي. وأكد المكتب الإعلامي في البنتاجون في مؤتمر عبر الفيديو أن " الطائرة آر كيو-4 وقت اعتراضها كانت على ارتفاع شاهق، وعلى بعد حوالى 34 كلم من أقرب نقطة برية عن الساحل الإيراني". فى المقابل، عرض التلفزيون الإيراني ما قال إنه أجزاء من الطائرة الأمريكية المسيرة التي أسقطتها طهران. وقال أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني إن الحطام دليل على أن الطائرة الأمريكية كانت فوق المياه الإقليمية الإيرانية عندما أسقطها الحرس الثوري، مضيفا أنه سيكشف عن المزيد بشأن الحطام في وقت لاحق. بدورها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن طهران تمتلك "أدلة لا يمكن إنكارها" على أن الطائرة الأمريكية "كانت في المجال الجوي الإيراني". وقال البيان إن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أبلغ ليل الخميس الجمعة في اتصال هاتفي ماركوس لايتنر، سفير سويسرا (التى تتولى رعاية المصالح الأمريكية في طهران) "احتجاج إيران الشديد" على الحكومة الأمريكية. وأكد عراقجي أن "هناك أدلة لا يمكن إنكارها على أن الطائرة كانت في المجال الجوي الإيراني، مضيفا أن "قطعا من حطامها (الطائرة المسيرة) قد تم العثور عليها في مياه إيران الإقليمية". ودعا عراقجي إلى "احترام القوات الأمريكية للمجال الجوي والمياه الإقليمية الايرانية والتزامهم الكامل بالقرارات الدولية"، مشددا على أن إيران لا تدعو إلى الحرب والاشتباك" في المنطقة. وحذر المسؤول الإيرانى من "أي خطوة غير مدروسة من جانب القوات الأمريكية"، قائلا إن "إيران تعمل بحزم في الدفاع عن مجالها الجوي ومياهها وترابها ولن تتردد في ذلك لحظة واحدة". من جهته، قال وزير الدفاع الإيرانى، أمير حاتمي إن "هناك ظروف معقدة ومريبة في المنطقة. يبدو أن كل هذا يتماشى مع سياسة عامة لخلق حالة رهاب من إيران وخلق حالة من التوافق ضد طهران"، وفقا لما نقلته وكالة أنباء العمال الإيرانية. وفى موسكو، دعا سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، واشنطن لتقييم العواقب المحتملة للنزاع مع إيران وقال إن التقريرا الذى نشرته صحيفة نيويورك تايمز يكشف أن الوضع شديد الخطورة، متهما الولاياتالمتحدة بإثارة توترات خطيرة حول إيران عمدا ودفع الوضع إلى شفا الحرب. بدوره، حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طهرانوواشنطن على وقف التصعيد العسكري، وضبط النفس في منطقة الخليج بعد إسقاط الحرس الثوري الإيراني للطائرة الأمريكية. وقال ماكرون للصحفيين: "أحث جميع الأطراف على الهدوء وضبط النفس في هذه الفترة. أعتقد أن التصعيد، وخاصة العسكري، لن يعود على أحد بشيء. سنبذل قصارى جهدنا لتهدئة الوضع"، مشيرا إلى أن باريس ستعمل على بقاء إيران ضمن الاتفاق النووي المبرم معها.