قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إن بلاده تحافظ على التزامها بالمبادئ الأساسية لمعايير القانون الدولي والعلاقات الدولية، وتدعو دائما إلى إيجاد حلول سياسية للقضية السورية، وتدعم الشعب السوري في استكشاف مسار تنمية يتماشى مع ظروفه الوطنية. وأضاف وانغ - خلال لقائه اليوم الثلاثاء، مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم في العاصمة (بكين)- أنه ومع دخول الوضع السوري مرحلة جديدة، فإن الصين ترغب في بذل جهود مشتركة مع الجانب السوري لدفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام. ولفت إلى أن الصين ستواصل دعمها الثابت لسوريا في حماية السيادة الوطنية والاستقلال والسلامة الإقليمية، مع دعمها بشدة في مكافحة الإرهاب، واستعادة الأمن القومي والاستقرار، وتنفيذ إعادة الإعمار الاقتصادي. وأشار وانغ إلى أن الخطوة التالية في النظر إلى القضية السورية والتعامل معها هي التركيز على ثلاث نقاط: الأولى تتعلق بتسريع التسوية السياسية، حيث ينبغي على جميع الأطراف أن تعزز بنشاط وبصورة عملية الحوار السياسي الشامل على أساس الإنجازات الحالية، وأن تسعى جاهدة للتوصل إلى حل مبكر يلبي الظروف الوطنية ويراعي الشواغل المشروعة لبعضها البعض، مع ضرورة أن تؤدي الأممالمتحدة مساعيها الحميدة في هذا الصدد. ولفت وانغ إلى أن النقطة الثانية تتمثل في ضرورة مواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب، حيث يجب على جميع الأطراف التخلي عن الاعتبارات الجيوسياسية، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المنظمات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتعزيز السلام في سوريا والمنطقة في وقت مبكر. ونوه إلى أن النقطة الثالثة هي تنفيذ إعادة الإعمار الاقتصادي بشكل مطرد، حيث ينبغي على المجتمع الدولي أن يولي أهمية ودعم لإعادة إعمار سوريا، ومساعدة الشعب السوري على استئناف الإنتاج والحياة الطبيعية في أقرب وقت ممكن. وفيما يتعلق بالتوترات بين إيرانوالولاياتالمتحدة، حث وزير الخارجية الصيني جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس وتخفيف حدة التوتر في منطقة الخليج. وقال وانغ إن الصين تأمل ألا تتخلى إيران عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مؤكدا تمسك الصين بالحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، واستعدادها للعمل مع جميع الأطراف لتنفيذ الاتفاق بكل كامل. من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن هناك تطابقا في وجهات النظر مع الصين حول مختلف القضايا السياسية، وإن البلدين يتعاونان بشكل جيد في مجالات السياسة والأمن ومكافحة الإرهاب، معربا عن تقديره العميق لدعم الصين لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها. وأضاف المعلم أن سوريا ستشكل لجنة دستورية في أقرب وقت ممكن، وأكد أن موقف سوريا ثابت ضد الإجراءات الأحادية التي اتخذتها الولاياتالمتحدة ضد الشعب السوري، بما في ذلك الإجراءات الاقتصادية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن سوريا تقف إلى جانب الصين وتعارض "الإرهاب الاقتصادي الأمريكي الذي يضر بأسس العلاقات الدولية". ودعا وزير الخارجية السوري جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى مقاومة نهج الولاياتالمتحدة، معربا عن أمله في الاستفادة من تجربة الصين وتعزيز التعاون الاقتصادي معها.